في تطور مثير يعكس حجم التوتر الأمني داخل إيران، كشفت وسائل إعلام إيرانية اليوم الأربعاء عن اعتقال أكثر من 700 شخص بتهمة التجسس والتعامل مع "الكيان الصهيوني"، وذلك خلال 12 يومًا فقط من اندلاع المواجهة المفتوحة مع إسرائيل.
ووفقًا لوكالة مهر للأنباء، فقد كانت شبكة التجسس الإسرائيلية نشطة للغاية منذ اللحظة الأولى للهجوم، مما دفع أجهزة الاستخبارات الإيرانية إلى تنفيذ عمليات واسعة في محافظات كرمانشاه، أصفهان، خوزستان، فارس ولرستان، وسط صمت رسمي بشأن عدد الاعتقالات في العاصمة طهران.
هذه الأرقام غير المسبوقة تفتح الباب أمام تساؤلات خطيرة:
- هل بلغ الاختراق الإسرائيلي داخل إيران مستوى يُهدد الأمن القومي إلى هذه الدرجة؟
- وهل ستكون ردة فعل طهران مقبلة على موجة من "التطهير الداخلي" لا تستثني أحدًا؟
ما يزيد من تعقيد المشهد هو السياق الذي جاءت فيه هذه الاعتقالات، إذ ترافقت مع اغتيال أكثر من 20 من القادة العسكريين وعلماء البرنامج النووي، فضلاً عن تعطيل الدفاعات الجوية الإيرانية خلال الضربات الأولى، ما يرجّح فرضية أن بعض هذه العمليات نُفذت بدعم لوجستي داخلي.
في ظل هذه المعطيات، يُخشى أن تدخل إيران في مرحلة شك أمني داخلي شاملة، تُعيد ترتيب المشهد السياسي والأمني من جديد، حيث قد لا يكون أحد بمنأى عن الرقابة أو الاتهام، خاصة في ظل الانكشاف الاستخباراتي الواضح.
فهل تمثّل هذه الاعتقالات بداية لموجة تطهير أمني موسّعة؟
وهل تتجه طهران نحو مزيد من الانغلاق والصرامة في التعاطي مع الداخل؟
أم أن المعركة مع إسرائيل فتحت جبهة جديدة عنوانها: من هو "العدو" الحقيقي في الداخل؟