في تصريحات أثارت جدلاً واسعاً، أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن قطاع غزة "لا يعاني من مجاعة"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة قدمت 60 مليون دولار لإدخال الأغذية إلى القطاع، لكنه أضاف أن "لم يشكرنا أحد" على هذا الدعم.
ترامب دعا حركة حماس إلى "إعادة الرهائن والمحتجزين"، مطالباً إسرائيل بـ"اتخاذ قرار بشأن غزة"، ومشدداً على أن بلاده ستواصل تقديم المزيد من المساعدات، لكن على باقي الدول المشاركة في الجهد الدولي أن تتحمل نصيبها.
وأضاف في حديثه: "لا أعتقد أن هناك مجاعة في غزة، الأمر ربما يتعلق بسوء تغذية، حيث أن حماس تسرق المساعدات".
غير أن الحقائق على الأرض تتحدث بلغة مغايرة تماماً: وفقاً لتقرير برنامج الأغذية العالمي الصادر في 21 يوليو الجاري، يعاني نحو 90 ألف طفل وامرأة في غزة من سوء تغذية حاد، فيما يُحرم نحو ثلث سكان القطاع من الغذاء لأيام متتالية.
كما سجلت الأمم المتحدة حتى 21 يوليو مقتل أكثر من ألف شخص أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، منهم 766 قُتلوا بالقرب من مراكز توزيع مؤسسة غزة الإنسانية، و288 بالقرب من قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، بلغ عدد الوفيات بسبب المجاعة وسوء التغذية 101 حالة، بينهم 80 طفلاً، في ظل حصار خانق يستهدف أكثر من مليوني إنسان.
رغم هذه الأرقام الكارثية التي تؤكد سياسة تجويع ممنهجة، تبدو ردود الفعل الدولية مقتصرة على الإدانة اللفظية، دون اتخاذ خطوات ملموسة لإنقاذ المدنيين من دائرة الموت جوعاً وقصفاً، مما يضاعف مأساة الشعب الفلسطيني في ظل صمت عالمي مخيف.