في تصريحات جريئة وملفتة، عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن خيبة أمله من الصفقة التجارية الأخيرة التي أُبرمت بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، معتبراً أن أوروبا أظهرت ضعفاً في الدفاع عن مصالحها، ما أدى إلى اتفاق "غير متوازن" يعكس فقدان القارة "للهيبة" المطلوبة في التفاوض.
مقالات ذات صلة:
مبادرة مشتركة بين BH بنك والبنك الأوروبي للاستثمار والاتحاد الأوروبي
تمويلات بالمليارات ورسائل مشفّرة: ماذا يريد الاتحاد الأوروبي من تونس؟
💬 ماكرون: “لكي نكون أحراراً… يجب أن نثير الخوف”
وقال ماكرون، في تصريح نقلته قناة BFM TV:
“لكي نكون أحراراً، يجب أن نثير الخوف. لم يعد أحد يخشانا بما يكفي. فرنسا دائماً ما اتخذت موقفاً صارماً ومطالباً، وسوف تستمر في ذلك. هذه ليست نهاية القصة، ولن نتوقف عند هذا الحد.”
وجاءت هذه التصريحات عقب الإعلان عن الصفقة التجارية الجديدة بين بروكسل وواشنطن، والتي تنص على فرض تعرفة جمركية بنسبة تقارب 15% على جميع الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة.
📉 أوروبا "لم تتمكن من الحصول على شروط أفضل"
اعتبر ماكرون أن الاتفاقية تكشف مدى ضعف موقف الاتحاد الأوروبي التفاوضي، قائلاً إن الاتحاد لم ينجح في جعل نفسه يُخشى بما يكفي للحصول على تنازلات وشروط مواتية.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن:
- الصفقة لا تشمل إلغاء التعرفة الأمريكية البالغة 50% على الصلب والألومنيوم
- من الممكن الحصول على تنازلات إضافية في مفاوضات قادمة لتفاصيل "إضفاء الطابع الرسمي" على الاتفاقية
⚖️ دعوة لـ "العمل الدؤوب" واستعادة التوازن
ماكرون شدد على ضرورة خوض جولة مفاوضات جديدة "بعمل دؤوب" لاستعادة توازن التجارة، خصوصاً في قطاع الخدمات، الذي يرى فيه نقطة ضعف كبيرة بالنسبة لأوروبا مقارنة بالولايات المتحدة.
☁️ جانب من الإيجابية… ولكن بشروط
ورغم انتقاده اللاذع، أشار الرئيس الفرنسي إلى بعض الجوانب الإيجابية للاتفاقية، قائلاً:
- الاتفاق "يوفر شفافية وقدرة على التنبؤ على المدى القصير"
- "يحمي مصالح فرنسا وأوروبا في قطاعات تصدير رئيسية مثل صناعة الطيران"
- "يضمن عدم المساس بالقطاع الزراعي الأوروبي أو معاييرنا البيئية والصحية"
📰 خلفية الصفقة: اتفاق مثير للجدل بين فون دير لاين وترامب
الصفقة التجارية التي تم توقيعها يوم 27 يوليو بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أثارت موجة من الجدل في الأوساط الأوروبية، نظراً لعدم شمولها على إلغاء التعرفة الضخمة المفروضة على الصلب والألومنيوم الأوروبيين.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن مسؤول أمريكي رفيع، أن الولايات المتحدة قد تنظر في تخفيض هذه الرسوم في حال سارت المفاوضات المقبلة بشكل إيجابي.
إلى أين يتجه الاتحاد الأوروبي؟
تصريحات ماكرون جاءت بمثابة ناقوس خطر سياسي واقتصادي، داعياً إلى مراجعة الاستراتيجية الأوروبية في مواجهة الولايات المتحدة تجارياً. فبين فقدان "الهيبة"، والرضا الظاهري من جانب بعض المسؤولين الأوروبيين، يبدو أن معركة النفوذ التجاري بين ضفتي الأطلسي لم تنته بعد… بل بدأت للتو.
🖋️ تحرير: فريق الأخبار الدولية
📍 باريس – 30 جويلية 2025