أثار خبر زواج الملاكمة وعارضة الأزياء الألمانية السابقة هانا هانسن من الداعية المثير للجدل سفين لاو، المعروف إعلاميًا بـ"شرطي الشريعة"، عاصفة من الجدل في ألمانيا، حيث لم يعد الأمر مجرد ارتباط شخصي، بل تحوّل إلى ملف أمني وسياسي حساس يثير تساؤلات حول تمدد التيارات السلفية داخل المجتمع الألماني.
من النجومية الرياضية إلى الدعوة السلفية
تحوّل هانسن من بطلة ملاكمة ووجه بارز في عالم الأزياء إلى داعية متشددة و"زوجة ثالثة" لشخصية مصنفة أمنيًا كـ"خطيرة"، يجسد — بحسب المراقبين — أحد أكثر التحولات إثارة للدهشة في السنوات الأخيرة. هذا التحول أعاد النقاش حول مدى قدرة الخطاب السلفي على استقطاب شخصيات عامة ولامعة، وتحويلها إلى رموز جديدة داخل هذا التيار.
زواج بلا اعتراف قانوني… ورقابة أمنية مشددة
الزواج الذي تم في أكتوبر 2024 وفق طقس ديني إسلامي، من دون أي وثائق رسمية أو تسجيل مدني، يسلط الضوء على ثغرات قانونية تستغلها بعض المجموعات السلفية لتوسيع نفوذها. فبينما لا تعترف السلطات الألمانية بمثل هذه الزيجات، فإنها تجد نفسها مجبرة على مراقبة تداعياتها عن قرب، خاصة مع وجود شخصيات مؤثرة على شبكات التواصل الاجتماعي.
بين الحرية الفردية وخطر التطرف
القضية أعادت إلى الواجهة النقاش الألماني القديم/الجديد حول التوازن بين الحرية الشخصية في المعتقد والزواج من جهة، ومخاطر استغلال هذه الحرية كغطاء للترويج لأفكار متطرفة من جهة أخرى. فهانا هانسن لم تعد مجرد شخصية خاصة، بل باتت "مؤثرة رقمية" يتابعها 200 ألف شخص، ما يمنحها منصة لتسويق أفكار يمكن أن تُصنف ضمن خطاب الكراهية أو التطرف.
قلق أمني متصاعد
مصادر أمنية أكدت لصحيفة بيلد أن هذا الزواج يُمثل "خطورة جديدة"، حيث إن سفين لاو كان ولا يزال محطّ متابعة لصيقة من الأجهزة الأمنية، في حين برزت هانسن حديثًا كـ"نجم صاعد" في الأوساط السلفية، ما قد يؤدي إلى تشابك شبكات النفوذ داخل التيار المتشدد وزيادة قدرته على الاستقطاب.
انعكاسات سياسية وإعلامية
القضية لا تنحصر في بعدها الديني، بل تتجاوزها إلى سجال سياسي أوسع حول فعالية سياسات الاندماج، وحدود التسامح مع الممارسات الدينية التي قد تتعارض مع القوانين المدنية. كما من المتوقع أن تتحول هذه الواقعة إلى مادة دسمة في الإعلام الألماني الذي يتعامل بحساسية شديدة مع كل ما يرتبط بالإسلام السياسي والتطرف.
زواج هانسن من لاو ليس حدثًا عابرًا، بل هو رمز لتحولات اجتماعية وأمنية مقلقة في ألمانيا، حيث يلتقي البعد الشخصي بالبعد الأيديولوجي، وحيث تتحول قصة حب أو التزام ديني إلى ملف مراقبة أمني ومادة سجال سياسي يضع السلطات بين مطرقة الحرية الفردية وسندان الأمن القومي.