في موقف حازم يعكس تصاعد التوترات الإقليمية، وصفت إيران احتمال تطبيع العلاقات مع إسرائيل، الذي اقترحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنّه "مجرد أحلام"، مؤكدة رفضها القاطع لأي شكل من أشكال الاعتراف بإسرائيل.
وكان ترامب قد صرّح في أواخر سبتمبر الماضي قائلاً: "من يدري، ربما تنضم إيران ذاتها"، في إشارة إلى الاتفاقات الإبراهيمية التي تمّ الإعلان عنها خلال ولايته الأولى، والتي شملت حينها الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
وردّ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عبر التلفزيون الرسمي السبت قائلاً:
"لن تعترف إيران أبداً بنظام محتل ارتكب إبادة جماعية وقتل أطفالاً."
وأكد عراقجي أن بلاده لا تثق في احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيراً إلى أنّ التجارب السابقة أثبتت أن "النظام الصهيوني لا يلتزم بأيّ اتفاق"، في إشارة إلى خروقات إسرائيل المتكررة في لبنان وغزة.
وأضاف الوزير الإيراني:
"نحذر من حيل النظام الصهيوني وخياناته... لكننا في المقابل ندعم كلّ خطة أو إجراء يهدف إلى وقف الجرائم ضد سكان غزة ووضع حد لهذه الإبادة المستمرة."
ويرى مراقبون أن ردّ طهران يأتي في لحظة حساسة تشهد فيها المنطقة حراكاً دبلوماسياً مكثفاً سعياً لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وسط تزايد الحديث عن "تسويات جديدة" قد تعيد رسم توازنات القوى في الشرق الأوسط.
لكنّ موقف إيران الصارم يؤكد أنّ أيّ مسار تطبيعي يبقى مستحيلاً في ظلّ استمرار الحرب والاحتلال، وأنّ خطاب طهران لا يزال قائمًا على دعم القضية الفلسطينية كجزء من ثوابتها الإيديولوجية والسياسية.