في إنجاز علمي قد يفتح باب أمل جديد لملايين مرضى السرطان حول العالم، كشفت دراسة بحثية حديثة أجرتها جامعة هيروشيما اليابانية أن مستخلصًا مخمرًا من نبات الستيفيا – المعروف باسم "ورقة السكر" – يمكنه القضاء على خلايا سرطان البنكرياس دون أن يؤذي الخلايا السليمة في الجسم.
الدراسة، التي نُشرت في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية، استخدمت بكتيريا Lactobacillus plantarum SN13T المعزولة من أوراق الموز لتخمير مستخلص نبات الستيفيا، ووجد الباحثون أن هذا التخمير عزز بشكل كبير الفعالية المضادة للسرطان للمستخلص.
🔬 العلاج من الطبيعة: فعالية مذهلة وآمنة
وفقًا للبروفيسور "ناراندالاي دانشيتسودول"، فإن سرطان البنكرياس يعتبر من أكثر أنواع السرطان عدوانية وقاومًا للعلاجات التقليدية، حيث يقل معدل النجاة لمدة 5 سنوات عن 10%. من هنا جاءت أهمية اكتشاف مركب نباتي قادر على مهاجمة هذا السرطان دون الإضرار بخلايا الكلى السليمة.
💡 السر في التخمير: مضاعفة الفعالية وخفض السمية
أظهر المستخلص المخمّر (FSLE) فعالية خلوية أعلى بكثير مقارنةً بالمستخلص غير المخمّر عند نفس التركيز.
الملفت أن السمية تجاه الخلايا السليمة كانت شبه منعدمة، حتى عند أعلى الجرعات المختبرة.
التحاليل الكيميائية كشفت أن مركب إستر ميثيل حمض الكلوروجينيك (CAME)، الناتج عن عملية التخمير، هو المسؤول عن النشاط المضاد للسرطان.
هذا المركب أظهر تأثيرًا موجهًا لتحفيز موت الخلايا السرطانية المبرمج (Apoptosis)، وهو ما يجعله هدفًا واعدًا في علاجات المستقبل.
🌿 الستيفيا: من محلي طبيعي إلى سلاح في وجه السرطان
الستيفيا، أو "ورقة الحلوى"، هو نبات يستخدم على نطاق واسع كمُحلٍّ طبيعي لا يرفع مستويات السكر في الدم، وهو الخيار المفضل لدى مرضى السكري والباحثين عن بدائل صحية للسكر. لكنه الآن قد يصبح أيضًا نجمًا صاعدًا في مجال الطب المضاد للأورام.
🧬 ماذا بعد؟
الفريق العلمي يخطط للانتقال إلى تجارب نموذج الحيوان (الفأر) لفهم فعالية المستخلص داخل الجسم بشكل أوسع.
البحث يعزز فكرة استخدام البروبيوتيك كأدوات دقيقة لتعزيز التأثيرات العلاجية للنباتات الطبية.
المشروع يفتح آفاقًا لتطوير أدوية عشبية مستخلصة بالتقنيات الحيوية تمزج بين الطبيعة والذكاء الميكروبي.
ما كان يومًا مجرد "محلي طبيعي" بات اليوم مرشحًا لدخول معركة ضد أكثر أنواع السرطان فتكًا. "ورقة السكر" قد تكون مفتاحًا لعلاج لا يُنقذ فقط الحياة، بل يُغيّر قواعد اللعبة في عالم الطب الحيوي.
هل نكون أمام عصر جديد من "العلاجات الخضراء" التي تقهر السرطان دون سموم؟ الوقت كفيل بالإجابة، لكن المستقبل يبدو – أخيرًا – أكثر حلاوة.