اختر لغتك

بين الصمت الأسري وجرأة المدرسة… دراسة تكشف تحوّلًا لافتًا في نظرة الأمهات للتربية الجنسية

بين الصمت الأسري وجرأة المدرسة… دراسة تكشف تحوّلًا لافتًا في نظرة الأمهات للتربية الجنسية

كشفت دراسة حديثة أنجزتها مجموعة توحيدة بن الشيخ حول مواقف الأمهات من التربية الجنسية للأبناء، عن تحوّل مهم في الوعي المجتمعي، حيث أبدت 56.3% من الأمهات المستجوبات مساندتهن الصريحة لإدراج التربية الجنسية ضمن البرامج التعليمية الرسمية.

الدراسة، التي نُشرت نتائجها يوم الجمعة وشملت عيّنة من 1200 امرأة من تونس الكبرى، بيّنت أنّ الغالبية تعتبر النفاذ إلى تربية جنسية موثوقة حقًا أساسيًا للأطفال، لما توفّره من حماية ومرافقة سليمة لنموّهم الجسدي والنفسي، في ظل تعدّد مصادر المعلومة غير المراقبة.

متى تبدأ التربية الجنسية؟

أظهرت النتائج تباينًا في تصوّر توقيت إدراج هذه الدروس، إذ فضّلت 42.2% من الأمهات انطلاقها في المرحلة الإعدادية، مقابل 26.4% دعمن إدراجها منذ المرحلة الابتدائية، وهو ما يعكس تنامي القناعة بضرورة التوعية المبكرة ومجاراة التحوّلات السريعة التي يعيشها الأطفال والمراهقون.

فجوة التواصل داخل الأسرة

ورغم هذا الوعي النظري، سلّطت الدراسة الضوء على صعوبات حقيقية في التواصل الأسري، حيث أقرت الأمهات، خاصة من لديهن أبناء تتراوح أعمارهم بين 10 و19 سنة، بعجزهن عن الخوض بسلاسة في مواضيع التغيّرات الجسدية، والبلوغ، والجنسانية، والصحة الجنسية والإنجابية، رغم إدراكهن لأهميتها القصوى.

وسجّلت الدراسة ضعفًا أوضح في الحوار مع الأبناء الذكور مقارنة بالبنات، لا سيما فيما يتعلّق بمرحلة البلوغ ونمو الأعضاء التناسلية، حيث يظل الحديث مع الذكور أكثر تحفظًا وحساسية، في انعكاس مباشر لثقل الأعراف الاجتماعية السائدة.

مواضيع محرّمة وحدود متفاوتة

وبيّنت النتائج أن النقاش حول وسائل منع الحمل، والإجهاض، والعذرية يكاد يكون شبه منعدم مع الأبناء الذكور، بينما يبقى محدودًا أيضًا مع البنات، وإن بدرجة أقل، ما يعمّق الفجوة المعرفية ويدفع المراهقين إلى البحث عن إجابات خارج الإطار الأسري.

التعامل مع المحتوى الإباحي… ازدواجية واضحة

وفي ما يتعلّق باكتشاف استهلاك الأبناء لمواد إباحية، تميل الأمهات في الغالب إلى اعتماد مقاربة حوارية وتوجيهية، غير أنّ العقاب يظلّ حاضرًا أكثر تجاه البنات بنسبة 13.2% مقابل 11.6% لدى الذكور.

في المقابل، لوحظ ميل بعض الأمهات إلى تجاهل هذا السلوك لدى الأبناء الذكور بنسبة 9.9% مقابل 4.4% لدى البنات، وهو ما اعتبرته الدراسة انعكاسًا لتسامح ضمني مع الذكور، منسجم مع تصوّرات اجتماعية تقليدية حول “الذكورية”.

استعداد للحوار مع المدرسة

ومن المؤشرات اللافتة، عبّرت أكثر من 73% من الأمهات عن استعدادهن للمشاركة في لقاءات تجمع الأولياء بالإطار التربوي، لمناقشة قضايا الصحة الجنسية والإنجابية، بما يعكس رغبة متزايدة في مقاربة جماعية تشاركية لهذه الإشكاليات.

توصيات وتحذيرات

وأوصت الدراسة بضرورة:

- إدماج تربية جنسية شاملة ومناسبة لمختلف الأعمار ضمن المناهج الدراسية

- تطوير أدوات تواصل علمية موثوقة تمكّن الأولياء من فتح نقاشات آمنة

- تعزيز الوقاية من الاعتداءات والتحرّشات الجنسية عبر المعرفة والحوار

وأوضحت منى التليلي، منسقة المشاريع بمجموعة توحيدة بن الشيخ، أنّ الهدف من الدراسة يتمثّل في تعميق فهم ديناميكيات التواصل داخل الأسرة، وتحليل مواقف النساء من التربية الجنسية، وتقييم مدى استعدادهن لاكتساب مهارات جديدة لتحسين الحوار حول هذه المواضيع الحساسة.

كما ذكّرت بدراسة سابقة أنجزتها المجموعة سنة 2023، كشفت عن خلل جوهري في العلاقة التواصلية بين الأسرة والمدرسة، مؤكدة أنّ عددًا هامًا من الشبان والشابات بين 18 و19 سنة يعتمدون على الإنترنت ومواقع التواصل والمواقع الإباحية كمصادر أساسية للمعلومة، وهي مصادر وصفتها بـغير الموثوقة.

دراسة تعيد فتح ملف مسكوت عنه، وتطرح سؤالًا مركزيًا: هل تصبح المدرسة شريكًا في كسر الصمت، أم يظل الأبناء أسرى فراغ معرفي تملؤه مصادر عشوائية؟

آخر الأخبار

واشنطن تلوّح بإجراءات ضد الإخوان المسلمين: روبيو يتحدث عن إعلانات وشيكة

واشنطن تلوّح بإجراءات ضد الإخوان المسلمين: روبيو يتحدث عن إعلانات وشيكة

صفاقس تكشف كنزًا أثريًا نادرًا: أكثر من 5000 قطعة تعود للعصور الرومانية

صفاقس تكشف كنزًا أثريًا نادرًا: أكثر من 5000 قطعة تعود للعصور الرومانية

ضربة أمنية موجعة بالسيجومي: الإطاحة بمروّج مخدرات محكوم بـ20 سنة سجن

ضربة أمنية بالسيجومي: الإطاحة بمروّج مخدرات في المدارس محكوم بـ20 سنة سجن

واشنطن تصعّد لهجتها: روبيو يؤكد أن الوضع في فنزويلا لم يعد مقبولًا ويقلّل من وزن الدعم الروسي

واشنطن تصعّد لهجتها: روبيو يؤكد أن الوضع في فنزويلا لم يعد مقبولًا ويقلّل من وزن الدعم الروسي

من القيروان… نساء تونس يرفعن سقف المطالب الاجتماعية ويضعن العدالة المناخية في صلب النقاش

من القيروان… نساء تونس يرفعن سقف المطالب الاجتماعية ويضعن العدالة المناخية في صلب النقاش

Please publish modules in offcanvas position.