كشفت أحدث معطيات المعهد الوطني للإحصاء أنّ أكثر من 150 ألف تونسي غادروا البلاد خلال السنوات الخمس الأخيرة بحثًا عن الاستقرار في الخارج، في مؤشر خطير يعكس تواصل نزيف الهجرة، خاصة في صفوف الشباب والكفاءات العليا.
وبحسب نتائج التعداد العام للسكان والسكنى لسنة 2024، بلغت نسبة البطالة على المستوى الوطني خلال الثلاثي الرابع من العام الماضي 16.4%، فيما ارتفعت بطالة خريجي التعليم العالي إلى 16.8%. أما الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 سنة فقد سجّلوا نسبة بطالة مقلقة بلغت 29.9%، أي ما يعادل ثلث هذه الفئة العمرية.
ويرى خبراء أنّ هذه الأرقام تعكس أزمة تشغيل عميقة تدفع بالكفاءات إلى الهجرة القسرية بحثًا عن فرص أفضل، ما يحرم تونس من موارد بشرية ثمينة كان يمكن أن تساهم في دفع عجلة التنمية.
في المقابل، يطالب ناشطون ومنظمات المجتمع المدني الدولة بوضع استراتيجيات عاجلة لإعادة الثقة في السوق الوطنية وتهيئة مناخ محفّز للاستثمار والتشغيل، قبل أن تتحول الهجرة إلى قدر محتوم لشباب يبحث عن أفق مفقود.