في الوقت الذي تُلقي فيه تونس ملايين الأطنان من مادة الفوسفوجيبس في البحر، تتجه دول أوروبية على غرار السويد إلى اعتماد حلول مبتكرة لتحويل هذه النفايات الصناعية إلى موارد اقتصادية مستدامة.
الخبير الدولي في البيئة عادل الهنتاتي كشف في حوار مع برنامج Fréquence écolo أنّ الفوسفوجيبس، وهو منتوج جانبي لصناعة الحامض الفوسفوري، يمكن أن يتحوّل من عبء بيئي إلى مادة نافعة تُستخدم في البناء والبنية التحتية مثل القناطر والطرقات السيارة، عوض أن يكون خطرًا يهدد الحياة البحرية.
وأوضح الهنتاتي أنّ عملية استخراج الحامض الفوسفوري من فسفاط تونس تعتمد على الكبريت، ما يؤدي إلى إنتاج كميات ضخمة من الفوسفوجيبس، إذ يُنتج عن كل طن من الحامض الفوسفوري حوالي خمسة أطنان من الفوسفوجيبس، وهي أرقام تعكس حجم التحدي البيئي الذي تواجهه البلاد.
وحذّر الخبير من أنّ تفكيك الوحدات الصناعية لن يحل المشكلة، بل سيؤدي إلى فقدان تونس لجزء من حصتها في السوق العالمية وابتعاد عدد من الشركاء الدوليين، مؤكدًا أن البحث العلمي والتكنولوجي هو السبيل الأمثل للتقليل من الأضرار البيئية وتحسين استغلال الموارد الطبيعية.
ودعا الهنتاتي إلى ضرورة وضع استراتيجية وطنية لإعادة توظيف الفوسفوجيبس ضمن مشاريع التنمية المستدامة، وتحويله إلى مصدر دعم للاقتصاد الوطني بدل أن يظلّ ملوّثًا للبيئة البحرية.
تونس، كما يقول الخبراء، تقف اليوم أمام خيارين: إما أن تواصل إهدار هذه الثروة في البحر، أو أن تحوّلها إلى رافعة جديدة للاقتصاد الأخضر في إفريقيا.