تعيش منطقة سيدي الجديدي بالحمامات على وقع شلل تام منذ خمسة أيام، بعد انقطاع الماء الصالح للشرب بطريقة أربكت الأهالي وعمّقت معاناتهم اليومية، في أزمة تكاد تتحوّل إلى كارثة اجتماعية وسياحية.
فرج بن مسعود، أحد متساكني المنطقة، وصف في تصريح لموزاييك الوضع بـ"المنهك"، مؤكّدًا أنّ السكان باتوا يعيشون يوميًا رحلة بحث شاقّة عن مياه تُستعمل للطبخ والغسيل وتنظيف البيوت، في ظلّ غياب أيّ تحرّك جدّي من السلطات.
الأزمة لم تقف عند حدود الأهالي فقط، بل أصابت الحمّام الاستشفائي بسيدي الجديدي في مقتل، حيث حُرم أكثر من 300 عائلة من متسوّغي بيوت الاستشفاء من المياه، ما دفع العديد من الزوار إلى مغادرة المنطقة رغم ما دفعوه من مبالغ مالية للاستفادة من الخدمات الاستشفائية.
وتخضع المنطقة لشبكة تزود بالمياه تديرها جمعية مائية، التي أوضحت، إلى جانب ممثلين عن الإدارة الجهوية للفلاحة، أنّ سبب الانقطاع يعود إلى تعطل مضخة تم إرسالها إلى العاصمة لإصلاحها، في انتظار إعادتها إلى مكانها.
غير أنّ هذا التبرير لم يُقنع الأهالي، الذين استغربوا عدم توفير مضخة بديلة، معتبرين أنّ الأزمة كشفت هشاشة المنظومة وغياب الحلول الاستباقية، وخاصة صمت الجهات المسؤولة أمام تواصل معاناة السكان والزوار.
الأزمة اليوم لم تعد مجرّد "عطب تقني"، بل تهديد مباشر لسمعة المنطقة وللموسم السياحي، في وقت تتطلّع فيه سيدي الجديدي إلى تحسين خدماتها لاستقبال الوافدين على محطتها الاستشفائية.
الأهالي يرفعون صوتهم: تدخّلوا قبل أن يتحوّل العطش إلى عنوانٍ دائم للمنطقة.



