تونس – خاص

في تطوّر خطير يُنذر بتعقيد المشهد داخل أسوار النادي الإفريقي، تمّ إلغاء الاجتماع الذي كان من المزمع عقده اليوم بأحد نُزل منطقة البحيرة، والذي كان يُفترض أن يجمع "رجال النادي" في محاولة لرسم مخرج توافقي للأزمة المتصاعدة.

قرار الإلغاء لم يكن وليد لحظة، بل جاء نتيجة تراكمات من الخلافات والانقسامات الحادّة التي طالت مختلف المكونات الفاعلة، بدءًا من التحالف من أجل النادي الإفريقي الذي أعلن انسحابه من الاجتماع، احتجاجًا على تغييب شخصية داعمة كفيرجي شامبرز، وصولًا إلى تصاعد الخلافات داخل هيئة الحكماء التي شهدت بدورها تصدّعًا واضحًا.

كمال إيدير، أحد أبرز رجالات الإفريقي، عبّر عن رفضه الحضور، داعيًا إلى "التعقّل والتريث"، ومشدّدًا على ضرورة تشكيل قائمة توافقية تراعي طبيعة المرحلة الحرجة، وتبتعد عن منطق الولاءات والتجاذبات.

وزادت الأمور تعقيدًا بعد أن اعتذر عدد من الأسماء التي وُجّهت لها الدعوة عن الحضور، مفضلين النأي بأنفسهم عن "حسابات ضيقة وصراعات استنزافية"، في رسالة واضحة تعبّر عن موقف منسجم مع خيار التوافق لا المواجهة.

كل هذه العوامل المتشابكة عجّلت بإلغاء الاجتماع، في انتظار مزيد من التشاور لإنضاج قائمة توافقية تحظى بحدّ أدنى من الإجماع، خصوصًا مع اقتراب المهلة النهائية التي حدّدتها الجامعة لتقديم القائمات الانتخابية، والمقرّرة يوم الأربعاء 18 جوان 2025، الساعة السادسة مساءً.

من جهة أخرى، بدأت بعض الأطراف تُلوّح بضرورة تدخّل السلطة الرياضية في حال تعذّر التوافق، وذلك بتطبيق خيار الهيئة التسييرية لمدة 6 أشهر، على غرار ما حصل سابقًا في الجامعة التونسية لكرة القدم، حيث يقع تعيين رئيس يُكلّف باختيار فريق عمل كفء لقيادة المرحلة الانتقالية.

ويرى مراقبون أن النادي الإفريقي يقف اليوم على مفترق طرق: فإمّا لحظة وعي جماعية تنقذ المؤسسة، أو مزيد من الانهيار بفعل الأنانية والعناد السياسي.