في الكواليس، هناك ما يشبه "التمرد الصامت" الذي أخذ يتجلى بشكل أوضح بعد عودة الفريق من مشاركته الناجحة ماليًا في كأس العالم للأندية في أمريكا، حيث تقول بعض الأصوات إن العائدات المالية "الضخمة" لم تواكبها شفافية في التصرف ولا توازن في القرارات، وسط تساؤلات جدية: من يُدير؟ من يُراقب؟ وأين تذهب الأموال؟
🎯 الاستفراد والشرعية… محور الانتقادات
الانتقادات الموجّهة لحمدي المدّب تدور حول نقطتين أساسيتين:
- استمراره على رأس "هيئة تسييرية" تجاوزت صلاحياتها الزمنية منذ مواسم طويلة، دون التوجّه نحو انتخابات شرعية وفق القوانين الرياضية المعتمدة محليًا ودوليًا.
- الاستفراد بالسلطة المالية والعقارية والإدارية، حيث تم التلميح إلى صفقات مشبوهة أو مثيرة للجدل، من بينها تأجير نزل تابع للفريق لأحد أفراد عائلته (صهره تحديدًا)، في ما يراه البعض تضارب مصالح صريح.
📈 تحويل الترجي إلى شركة رياضية مدرجة بالبورصة… حلم أم خطر؟
يتداول المقربون من المدّب أن لديه مشروعًا استراتيجيًا لتحويل الجمعية إلى شركة رياضية مدرجة بالبورصة، وهو ما يُطرح في العالم الرياضي الحديث، لكنه في السياق التونسي يُثير جدلًا كبيرًا:
هل يعني هذا التخلي عن الطابع الجمعياتي؟ هل تتحول الجمعية إلى أداة استثمارية؟ ومن المستفيد من هذا التحول؟
🔥 عودة "الهمس واللمس"… وصوت المعارضين يعلو
اللافت في المدة الأخيرة أن ما كان يُقال في المجالس المغلقة بات اليوم يُتداول عبر الصفحات والحسابات الجماهيرية وحتى من بعض الوجوه التاريخية للنادي… فـ"همس المعارضين" تحوّل إلى طلب صريح:
"نريد انتخابات… نريد هيئة منتخبة تُحاسب وتُحاسَب، تمامًا كما يحدث في كل الأندية المحترمة."
🗳️ ماذا سيكون موقف حمدي المدّب؟
حتى اللحظة، لم يصدر عن رئيس الترجي أي تصريح مباشر أو رد رسمي على هذه الانتقادات. لكنه يعرف أن الصمت لم يعد يكفي.
صمته اليوم يُقرأ بوجهين:
- إمّا ثقة مفرطة في مكانته وقوته داخل النادي،
- أو تقدير هادئ للعاصفة القادمة ومحاولة امتصاصها قبل أن تتحول إلى موجة جماهيرية جارفة.
✍️ حمدي المدّب رجل قدّم الكثير للترجي، وجعل منه قوة اقتصادية ورياضية كبرى… لكن البقاء في نفس الكرسي دون محاسبة أو تداول حقيقي للسلطة يجعل الشرعية تهتز مهما كانت الإنجازات.
الترجي ليس شركة خاصة… بل جمعية رياضية تُدار باسم جمهورها، وتحت مظلة قوانين الرياضة.
فهل يفتح "سي حمدي" الباب للتداول الديمقراطي؟
أم يواصل سياسة "القيادة من فوق"، مهما كانت درجة الغليان في الأسفل؟
الأسئلة كثيرة… والملعب السياسي داخل الترجي بدأ يسخن.