اليوم، سيشهد النادي الإفريقي لحظة فارقة في تاريخه، حين تُعقد الجلسة العامة التقييمية، التي لا يمكن وصفها بأنها مجرد اجتماع روتيني، بل هي نبض قلب النادي ومصيره ومستقبل جماهيره. المنخرطون، الذين يحملون الكلمة العليا، سيواجهون حقيقة السنوات الأخيرة ويقررون كيف سينطلق الإفريقي نحو المستقبل.

تاريخ من التحديات والانتصارات

منذ جوان 2012 وحتى جوان 2025، مرّ النادي الإفريقي بمحطات صعبة ومراحل مليئة بالأفراح والخيبات، بالانتصارات والإخفاقات، وبالمداخيل والمصاريف. هذه السنوات لم تكن مجرد تواريخ على الورق، بل حياة كاملة عاشها كل محب لهذا الفريق العريق. ومع مرور الوقت، تراكمت التساؤلات حول كيفية إدارة الموارد المالية، والأخطاء التي ارتكبت، ومن ساهم فيها.

اليوم، أصبح من حق الجماهير أن تعرف الحقيقة كاملة بالأرقام والتواريخ: أين صُرفت الأموال، من ساهم ومتى وقعت الأخطاء؟ هذا ليس مجرد فضول، بل واجب تجاه الإفريقي نفسه.

تدقيق مالي شامل: خطوة نحو الشفافية

مطالبة المنخرطين بتدقيق مالي شامل للفترة بين 2012 و2025 ليست هجومًا على أي شخص، بل إجراء ضروري لاستعادة الثقة وتنقية الحسابات. هو قرار من شأنه أن يقفل أبواب الشكوك، ويضع النادي على مسار واضح يعتمد الشفافية والتنظيم كأساس لمستقبله.

وأكد الدكتور محسن الطربلسي من أن رفض التقرير المالي اليوم من قبل المنخرطين سيمنح الإدارة الحق في فتح تحقيق رسمي وتقديم شكاية رسمية لدى القضاء المالي والإداري، للكشف عن مداخيل ومصاريف النادي خلال السنوات العشر الماضية، ومعرفة حقيقة الحسابات ومحاسبة المخطئين.

المنخرطون: صانعو القرار

اليوم، المنخرطون ليسوا مجرد أصوات تُسجل في دفتر التصويت، بل هم الروح التي تمنح الفريق الحياة. مسؤوليتهم تتجاوز الموافقة أو الرفض على تقرير أدبي أو مالي، بل هي اتخاذ القرار الشجاع الذي يفتح آفاقًا جديدة للإفريقي ويمنحه القوة ليستعيد مكانته في القمة.

الجلسة العامة اليوم قد تكون نقطة تحول: إما الاستمرار في الدوران داخل نفس الدائرة، وإما كسرها والانطلاق نحو مستقبل أوضح وأنقى. ما يجري ليس مجرد اجتماع روتيني، بل تاريخ يُكتب بأيدي المنخرطين.

الإفريقي: واجبنا ومسؤوليتنا

النادي الإفريقي يستحق أن نقف معه بصدق، أن نواجه ماضينا بشجاعة، وأن نمنحه حاضرًا نقيًا يليق بجماهيره العظيمة. كل خطوة نحو الشفافية والتنظيم هي استثمار في المستقبل، وكل قرار شجاع من المنخرطين سيؤسس لفصل جديد من نجاحات وإنجازات النادي.

يوم تاريخي بانتظار من يخطّ فصله

الجلسة العامة ليست مجرد موعد عادي، بل هي اختبار حقيقي لجديّة المنخرطين والتزامهم بالنادي. ما سيُقرّر اليوم سيحدد مسار الإفريقي لعقد كامل، وسيكون مؤشرا على مدى قدرة النادي على إعادة بناء نفسه على أسس صلبة، بعيدًا عن الأخطاء والارتجال المالي والإداري.

إنها لحظة فارقة، فرصة ذهبية للوقوف مع الإفريقي بصدق ومسؤولية، ولفتح صفحة جديدة تبدأ بالشفافية، وتنتهي بإعادة النادي إلى مكانته اللائقة في قلب جماهيره وعشاقه.