في قراءة جريئة ومباشرة، أكد الخبير الاقتصادي منار العبيدي أن التكنولوجيا كانت الطرف الوحيد الذي خرج منتصرًا من معركة الاثني عشر يومًا، معتبرًا أنها غيّرت وجه الشرق الأوسط وأعادت صياغة موازين القوى الإقليمية بطريقة غير مسبوقة منذ نصف قرن.
وفي تدوينة مثيرة نشرها اليوم الثلاثاء، قال العبيدي إن "التحولات التي شهدناها في أقل من أسبوعين لم تكن مجرّد تصعيد عابر، بل لحظة تاريخية فاصلة"، مشددًا على أن من يمتلك التكنولوجيا يمتلك زمام المبادرة والتفوق والقدرة على المطاولة، بعيدًا عن الخطاب العاطفي والانفعالات الشعبوية.
وأضاف:
"رأينا خلال هذه الأيام صورة صادقة لما نحن عليه، وعلينا أن نعيد التفكير في طريقة بناء أوطاننا. لا مكان بعد الآن للشعارات، بل للعلم والعمل والثقافة. الشرق الأوسط الجديد يتشكّل الآن، ومن لا يقرأ التحولات سيتجاوزه التاريخ."
العبيدي لم يُخفِ قلقه من تأخر دول المنطقة في مواكبة هذا التحول التكنولوجي الهائل، داعيًا إلى مغادرة ساحات الصراع العبثي والانقسام الداخلي، والعمل بجدية على ترسيخ بنى تحتية معرفية قوية تكون قادرة على الصمود في وجه التغيرات المتسارعة.
تصريحاته تفتح الباب واسعًا أمام تساؤلات كبرى:
هل تستوعب الأنظمة السياسية في المنطقة هذا التحول؟ وهل تنتبه الشعوب إلى أن التفوق اليوم يُبنى في المختبرات وليس في ساحات الاشتباك؟
الرسالة كانت صريحة: الشرق الأوسط ما بعد معركة الـ12 يومًا لن يكون كما قبلها... ومن لا يُجدد أدواته، سيُمحى من الخريطة.