شركة "Kumulus Water" تُشعل شرارة الأمل في مناطق العطش… والهدف: مليون مستفيد قبل 2030
في زمن تزداد فيه حدة الأزمات المناخية ونقص المياه الصالحة للشرب، يخرج من تونس صوت شاب طموح، محمّلًا بحلم بسيط وذكي، لينقلب إلى ابتكار يمكن أن يُحدث فارقًا حقيقيًا في حياة الملايين.
إنه المهندس إيهاب التريكي، الذي رفقة شريكه محمد علي عابد، حوّلا مشهدًا عابرًا لقطرات ندى على خيمة خلال رحلة تخييم إلى مشروع تكنولوجي عملاق يحمل اسم Kumulus Water، ويستهدف معالجة ندرة المياه من خلال استخراجها مباشرة من الهواء!
💡 من الفكرة إلى الثورة… كيف بدأت الحكاية؟
البداية لم تكن في مختبر، بل في رحلة تخييم. لاحظ التريكي تشكّل الندى على سطح خيمته، ما طرح سؤالًا بسيطًا: لماذا لا نحصد هذا الندى؟
من هنا بدأت رحلة علمية وهندسية انتهت بابتكار آلة ذكية قادرة على إنتاج 30 لترًا من الماء يوميًا من الهواء المحيط، دون حاجة إلى مصادر تقليدية أو شبكات توزيع.
وبتمويل قدره 3.5 مليون دينار تونسي، تم تأسيس شركة "Kumulus Water"، التي حققت إشعاعًا عالميًا في فترة وجيزة.
⚙️ جهاز ذكي… وحلول حقيقية لمجتمعات عطشى
الجهاز حاصل على ترخيص أوروبي رسمي، ويُستخدم حاليًا بنجاح في:
- مدارس ومستوصفات تونسية ومغربية
- مناطق نائية في الإمارات
- مؤسسات تربوية بدون مصادر مياه ثابتة
وتُخطط الشركة لتوسيع خدماتها قريبًا نحو السعودية وأوروبا، مع رؤية طموحة للوصول إلى مليون مستفيد من مياه نظيفة قبل سنة 2030.
🌍 الأثر الاجتماعي في قلب المشروع
ما يُميّز Kumulus ليس فقط التقنية العالية، بل الوعي الاجتماعي الكبير الذي يقود هذا الابتكار.
فالشركة لا تستهدف الربح فقط، بل تتعاون مع مؤسسات تعليمية ومنظمات غير ربحية لإيصال حلولها إلى المجتمعات الأكثر هشاشة ومعاناة من العطش.
في عالم تتقلّص فيه الموارد ويتسع فيه العجز المائي، تُقدّم هذه المبادرة الشبابية نموذجًا تونسيًا مشرفًا في الابتكار المستدام، قادر على التوسع عالميًا.
✍️ في بلد يُعاني فيه الشباب من الإقصاء، يبرهن إيهاب التريكي ومحمد علي عابد أن الحلم إن اقترن بالعلم والإرادة… يصنع المعجزات.
وهكذا، من خيمة في الصحراء… ولِد الأمل.
🖊️ منصف كريمي