الصندوق الأسود للذكاء الاصطناعي يهدد القيم الديمقراطية: باحثة أسترالية تدق ناقوس الخطر
في دراسة مثيرة للجدل نشرتها المجلة الأسترالية لحقوق الإنسان، حذّرت الدكتورة ماريا راندازو من جامعة تشارلز داروين من أن غياب الشفافية في أنظمة الذكاء الاصطناعي، والمعروف باسم "مشكلة الصندوق الأسود"، يهدد الخصوصية والحريات الأساسية، بل ويحوّل البشر إلى مجرد بيانات.
راندازو أوضحت أن القرارات الخوارزمية غير قابلة للتتبع، وهو ما يقوّض القيم الديمقراطية ويجعل من الصعب على الأفراد معرفة ما إذا كانت حقوقهم قد انتُهكت، أو المطالبة بالعدالة عند الضرورة. وقالت: "الذكاء الاصطناعي ليس ذكياً بالمعنى الإنساني، إنه مجرد انتصار للهندسة، لا يعرف ما يفعله أو لماذا يفعله، بل يكتفي بالتعرف على الأنماط في غياب التفكير أو التعاطف أو الحكمة".
🔎 خطر عالمي متصاعد
الدراسة أشارت إلى أن التنظيم الحالي فشل في إعطاء الأولوية لحقوق الإنسان مثل الخصوصية، مكافحة التمييز، استقلالية المستخدم، وحقوق الملكية الفكرية، بسبب طبيعة النماذج الخوارزمية غير الشفافة.
وتضيف راندازو أن القوى الرقمية الكبرى تتعامل مع الذكاء الاصطناعي بطرق متباينة:
- الولايات المتحدة: نموذج يهيمن عليه السوق.
- الصين: نموذج تسيطر عليه الدولة.
- الاتحاد الأوروبي: نموذج يركّز على الإنسان.
ورغم إشادتها بالنهج الأوروبي، ترى الباحثة أنه قاصر دون التزام عالمي يربط تطوير الذكاء الاصطناعي بالقيم الإنسانية الجوهرية.
⚠️ رسالة راندازو للعالم:
إذا لم يُربط الذكاء الاصطناعي بما يجعل البشر بشراً ــ كالاختيار، التفكير المتأني، التعاطف والرحمة ــ فإن البشرية تخاطر بخلق أنظمة لا ترفع من قيمة الإنسان، بل تختزله إلى مجرد "نقاط بيانات".