مثلت الحصون والقلاع في تونس دورا تاريخيًا مهمًا عبر العصور فكانت رمزا لمناعة وصلابة الحضارات التي تعاقبت على البلاد التونسية واغلبها شهد انتصارات وملاحم ضد الأعداء القادمين من البحر وتعاقب حملاتهم. وتونس بحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي ولكونها بوابة إفريقيا من ناحية الشمال ومدخل المغرب العربي من ناحية الشرق ولاعتدال مناخها وخصوبة أراضيها فقد مثلت هدفا للإمبراطوريات المتعاقبة، ولا تكاد تخلو مدينة تاريخية في الساحل التونسي من حصن أو قلعة ومن أبرز هذه المعالم ما يوجد في مدن «جربة وسوسة والمنستير والحمامات وصفاقس وقابس وتونس وبنزرت وطبرقة » وغيرها. ومن أبرز هذه القلاع قلعة «طبرقة» التي تغيرت ملامحها بعد حكم الغزاة القادمين من «جنوة» الإيطالية الذين استوطنوها طوال قرن ونصف القرن، ويعود تاريخ إنشائها الى العهد الفينيقي إذ تقع على هضبة مطلة على البحر الأبيض المتوسط وقد حافظت على طابعها المعماري الأصيل بالرغم أنها شهدت عمليات ترميم كبيرة عبر العصور المتعاقبة عليها.