اختر لغتك

مدينة لها تاريخ... قرقنة... الأرخبيل العامر بالأحرار

يقع أرخبيل جزر قرقنة شرقي البلاد التونسية وعلى بُعد 33 كلم من سواحل صفاقس ويمتدُّ على 40 كلم وعرض 5 كلم ومساحة 150 كلم مربع. ويتكوّن من جزيرتيْن رئيسيتيْن هما «غربي وشرقي» المأهولتان بالسكّان وتتواجد بها15 قرية مُتجمّعة وتُعتبر مليتة أكبرها. وعاش السكان الأوائل والقُدامى حياة العُزلة والصبر على الشدائد. وشهدت الجهة التّعمير الفعلي خلال القرن 12 ق.م. من قبل الفينيقين بتفليح الأرض وتنويع غراساتها. وكانت الجزيرة مرفئا استراتيجيا نشيطا على المستوى التجاري والحربي وسكن الجزيرة كلّ من البربر والبيزنطيين والرومان والعرب.
 
حضارات نافعة
 
وشهدت قرقنة تعاقب عدّة حقبات تاريخية وكانت وجهة آمنة «للهروب» «المارّ» للقائدين ماريُوس وحنبعل سنتيْ 88 و195 ق. م. وعرفت الجزيرة الحصار الروماني «الكابس» سنة 217 ق. م بإقرار دفع المتساكنين لجزيات قاهرة. وتعرّضت قرقنة للغزو الطّامع سنتيْ 540 و 548 هجري من قبل الملك روجار الثاني. وتمّ استهداف هذه الجزيرة البكر مرارا طيلة القرون من 12 إلى 16 ميلادي ومُحاولة إخضاعها للتبعية المسيحية ولقياصر الصقليين والإسبان. وبرغم فوارق العدد والعدّة تصدّى لهم سكان الجزيرة بالتعاون مع درغوث باشا وخلال فترة الإحتلال الفرنسي البغيض وما سبقه تولى الخليفة أمحمد حميده حُكم قرقنة وكانت مليتة القديمة مقرّ الخلافة.
 
 
إرث تاريخي وتراثي
 
ومن أشهر أعلامها الزعيمان النقابيان فرحات حشاد والحبيب عاشور اللذيْن كانا عنوانا للنضال الوطني الصادق.هذا وتُعرف قرقنة بتنوّع إرثها الحضاري والتراثي المادي واللاّمادي. واكتسبت شهرة عالمية بفرقتها الفلوكلورية التي تختصّ بلباسها التقليدي المحلي ورقصاتها الإيقاعية واستعمالها لعديد الآلات التقليدية وترديد أفرادها لأغاني تراثية تعكس النمط المعيشي وعلاقة «القراقنة» بالبحر والأرض والمرأة وتحويلها إلى «علامة» فرجوية في التظاهرات الثقافية والأفراح العائلية. وتتواجد بجزيرة قرقنة منطقة سياحية بها عديد النزل المنخرطة في تثمين المشهد البيئي والتراثي والمواقع الأثرية ومتحف العباسية. وتتفرد جزيرة قرقنة منذ القرن الثاني ميلادي بالصيد بالحواجز البحرية وأحقية التملك بقطع من البحر بالوثيقة الملكية الشرفية التي ثبتها حاكم البلاد الباي مراد الثاني وتتوارث هذه الملكية العائلات بالجهة لاستغلالها في الصيد البحري التقليدي .
 
 
 

آخر الأخبار

المدرسة العمومية في تونس بين الالتزامات الدستورية وانتهاكات الحق في التعليم: ألم يحن الوقت من أجل اقتصاد قائم على الحقوق؟

المدرسة العمومية في تونس بين الالتزامات الدستورية وانتهاكات الحق في التعليم: ألم يحن الوقت من أجل اقتصاد قائم على الحقوق؟

"موتوكوب" تحتفي بمرور 105 سنة من الريادة وتطلق مشروعاً جديداً للطاقة المتجددة، اتفاقية شراكة مع الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة

"موتوكوب" تحتفي بمرور 105 سنة من الريادة وتطلق مشروعاً جديداً للطاقة المتجددة، اتفاقية شراكة مع الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة

🟥 12 مليار تُنعش خزائن الإفريقي ومشروع الطرابلسي ينطلق بنُظُم نظيفة ولا عودة للفاسدين

🟥 12 مليار تُنعش خزائن الإفريقي ومشروع الطرابلسي ينطلق بنُظُم نظيفة ولا عودة للفاسدين

💔 راضية النصراوي على سرير المرض... أيقونة النضال تواجه المعركة الأصعب!

💔 راضية النصراوي على سرير المرض... أيقونة النضال تواجه المعركة الأصعب!

🎟️ وائل جسار يُشعل الحمامات قبل الموعد: تذاكر تنفد في ساعات وحفل منتظر يُعلن ليلة من العشق والطرب!

🎟️ وائل جسار يُشعل الحمامات قبل الموعد: تذاكر تنفد في ساعات وحفل منتظر يُعلن ليلة من العشق والطرب!

Please publish modules in offcanvas position.