✍️ منصف كريمي – 15 ماي 2025
في قلب غابات عين سلطان الخلابة بغار الدماء، وتحت شعار محوري: "مراقبة المصاريف العمومية دعامة للتنمية الجهوية وترشيد التصرف في المال العام"، التأمت ورشة عمل وطنية غير مسبوقة، جمعت إطارات وزارة الشباب والرياضة بالهياكل الرقابية للدولة، في مسعى مشترك لتسريع تنفيذ المشاريع العمومية ذات العلاقة بالشباب والرياضة.
شراكة ثلاثية من أجل النجاعة
الورشة نظّمتها كلّ من المندوبية الجهوية للشباب والرياضة بجندوبة، والمكتب الجهوي لمراقبة المصاريف العمومية، بدعم من الهيئة العامة لمراقبة المصاريف العمومية، بحضور والي الجهة السيد هشام الحسومي، ومشاركة مكثفة من مراقبي المصاريف من ولايات سوسة ونابل وباجة، وإطارات وزارية وإقليمية.
مضامين عملية... ونقاشات معمّقة
انقسمت الأشغال إلى ثلاث ورشات مركّزة:
- الورشة الأولى: ناقشت "آليات تسريع تنفيذ المشاريع العمومية"، خاصة في قطاع الشباب والرياضة، بإشراف الأستاذتين وفاء بلغيث ومريم حسين، ومدير البناءات والتجهيز بالوزارة.
- الورشة الثانية: سلّطت الضوء على "حوكمة تعيين المصمّمين ومكاتب الدراسات"، كأداة لتسريع نسق الإنجاز، أشرف عليها الأستاذ توفيق العبيدي والأستاذة سيدة قايدي، بمداخلة تفاعلية مع المدير الجهوي للتجهيز بباجة.
- الورشة الثالثة: عالجت دور الرقابة في دفع ميزانيات المشاريع جهوياً، من خلال التنسيق والتدقيق والتقييم، بإدارة الثنائي عبد القادر البركوتي وعادل الغزي.
ورشة نموذجية... ومخرجات مرجعية
رئيسة الورشة الأستاذة منية أديب والمقررة الأستاذة صفاء بولاهمي حرصتا على توجيه النقاشات نحو إنتاج مخرجات عملية قابلة للتنفيذ، يمكن اعتمادها كدليل عمل لتطوير نسق إنجاز المشاريع على مستوى جهوي ووطني.
وفاء بلغيث: نحو دليل عمل تنفيذي يُنهي عراقيل التأخير
وفي تصريح خاص، أكّدت الأستاذة وفاء بلغيث أن هذه الورشة تمثّل نقلة نوعيّة في مقاربة العمل الرقابي، حيث تم التركيز على التنسيق الميداني مع الأطراف الوزارية والجهوية بهدف رفع العراقيل القانونية والإدارية التي كانت تؤخّر بعض المشاريع الشبابية والرياضية، مضيفة أن المحتوى التكويني والتطبيقي لهذه الورشة سيُستثمر في تحسين أداء المكاتب الجهوية لمراقبة المصاريف العمومية.
نقلة جهوية بروح وطنية
ما ميّز هذه الورشة هو أنها لم تكن مجرّد تظاهرة عابرة، بل منصة لتكريس ثقافة رقابية تنموية، تضع في صلب اهتماماتها تأهيل البنية التحتية الشبابية والرياضية، وتفعيل مبدأ الرقابة المرافِقة لا المانعة، بما يضمن سرعة الإنجاز وجودة الأداء في آنٍ واحد.
غار الدماء... تنادي بقية الجهات
الرسالة كانت واضحة: غار الدماء ليست هامشًا، بل مركز قرار وتفكير، في طريق تطوير مشاريع الشباب والرياضة على المستوى الوطني، وهو ما قد يمهّد لتنظيم ورشات مماثلة في ولايات أخرى، وفق ما لمح إليه بعض المشاركين.
ورشة 15 ماي 2025 ستكون على الأرجح مرجعًا إداريًا وتنظيميًا لكل من يبحث عن الصيغة الأمثل بين الرقابة والتنمية، وبين الإجراءات والسرعة.
