في أعماق صحراء شينجيانغ الصينية، يكمن واحد من أندر وأثمن الكنوز الفضائية على وجه الأرض: نيزك فوكانغ، الذي يُعتبر نافذة نادرة على تاريخ الكون العتيق منذ أكثر من 4.5 مليارات سنة. ليس فقط لجماله الخارق الذي يأسر الأنظار، بل لما يحمله من أسرار علمية كبرى تقدم لنا لمحة عن تكوين الكواكب ونشأة النظام الشمسي.
حكاية نيزك عمرها مليارات السنين
نيزك فوكانغ ليس مجرد صخرة فضائية، بل هو شاهد حي على التقاء نواة المعدن المنصهر مع وشاح السيليكات في الكويكبات القديمة. هذا التكوين الفريد جعله ينتمي إلى فئة البالاسيتات النادرة، والتي تعد من أغلى أنواع النيازك، حيث يزن أكثر من 1000 كيلوجرام.
جمال بلوري لا مثيل له
يتميز نيزك فوكانغ ببلورات زبرجد زيتوني شفافة، متلألئة بين الذهبي والأخضر الداكن، مدفونة وسط معدن الحديد والنيكل، ما يجعله تحفة طبيعية تجمع بين العلم والفن، وأحد أغلى النيازك التي بيعت في المزادات بملايين الدولارات.
لماذا نيزك فوكانغ مهم؟
يحمل النيزك قيمة علمية لا تضاهى، إذ يمد الباحثين بمعلومات دقيقة عن تطور الكويكبات وبدايات تكوين الكواكب، مما يساهم في فهم أعمق لنشأة الأرض والكون. كما يعد قطعة أثرية مطلوبة بشدة لهواة جمع النيازك والمتحاف العالمية.
أين تراه؟
يمكن لعشاق الفضاء زيارة جامعة ولاية أريزونا التي تعرض شرائح من نيزك فوكانغ ضمن مجموعتها، بالإضافة إلى معارض نيازكية حول العالم تتيح فرصة مشاهدة هذا الكنز السماوي عن قرب.
نيزك فوكانغ ليس مجرد حجر فضائي، بل قصة الكون المدهشة التي تُروى من خلال بلورات الزيتون الغامضة وسط معدن من الحديد، تذكير دائم بعظمة الكون وبحث البشرية المستمر عن أصولها في الفضاء الواسع.