في مشهد يكاد يكون من فيلم خيال علمي، سجلت الأرض واحدة من أكثر الظواهر الطبيعية إثارة ورعباً في تاريخ الأرصاد الجوية: صاعقة برق امتدت لمسافة 829 كيلومتراً – أي أطول من المسافة بين تونس وطرابلس – عبر خمس ولايات أميركية، في أقل من سبع ثوانٍ فقط!
الصاعقة، التي أطلق عليها العلماء اسم "ميغا فلاش"، ضربت في 22 أكتوبر 2017، لكنها لم تُوثق رسمياً إلا بعد سنوات من التحليل المتقدم، وأُدرجت أخيرًا في سجلات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، متجاوزة الرقم القياسي السابق المسجل في البرازيل (768 كم).
انطلقت الصاعقة من شرق ولاية تكساس، وشقت طريقها الناري عبر أوكلاهوما، أركنساس، كانساس، لتصل أخيرًا إلى ضواحي مدينة كانساس سيتي في ولاية ميزوري. ورغم امتدادها الهائل، استغرقت الصاعقة أقل من سبع ثوانٍ لتكمل رحلتها الجوية القاتلة!
🔬 ثورة تكنولوجية وراء الاكتشاف
تم التحقق من هذه الظاهرة الاستثنائية بفضل بيانات من الأقمار الصناعية الأميركية الحديثة، تحديدًا القمر GOES-16، الذي يستخدم أجهزة استشعار متطورة لرصد البرق من الفضاء. وقد استخدم الباحثون خوارزميات معقدة لفحص ملايين الومضات واستخراج هذا الحدث الفريد من نوعه.
🧠 رسائل علمية وتحذيرات إنسانية
يقول البروفيسور راندال سيرفيني، أحد أبرز المشرفين على الدراسة، إن ما شاهدناه قد لا يكون النهاية:
"نحن فقط في بداية القدرة على تتبع الصواعق بهذا القدر من الدقة… من المحتمل جدًا أن هناك صواعق أطول لم نرصدها بعد".
أما الخبير في شؤون البرق والت ليونز، فقد أطلق تحذيرًا جدّيًا للجمهور:
"البرق لا يحتاج إلى أن تكون قريبًا من العاصفة حتى يصيبك… إذا كنت على بُعد 10 كيلومترات من الرعد، فأنت في خطر حقيقي!".
⚠️ هذا الاكتشاف ليس مجرد رقم قياسي… بل رسالة مدوية من الطبيعة:
لا تستهين أبدًا بالبرق… لأن في ومضة واحدة، قد تمتد يد السماء لمسافات لا تتخيلها!