في البدء لم تكن الأرض ملوثة ولا الجدران رمادية ولا الهواء مثقلا بروائح النسيان، كان المكان امتدادا للنفس والمحيط مرآة لما في الداخل ولعل الإنسان في جوهره الأول لم يفصل بين ما يراه خارجا عنه وما يعيشه في صميم ذاته، فالشارع ليس مجرد ممر ولكنه عبور متواصل للروح والمدرسة ليست فقط جدرانا وسبورة ولكنها محراب الطفولة ومساحة ينقش فيها المعنى الأول للكرامة والمستشفى ليس بناء تقنيا لكنه لحظة هشاشة يختبر فيها الحضور الإنساني في أصفى حالاته.