أصدرت مؤخرا الفنانة التونسية سنيا مبارك والمديرة السابقة لعدد من المهرجانات الموسيقية ووزير الثقافة السابقة والدكتورة والباحثة في العلوم السياسية كتابا بعنوان " Le statut du musicien en tunisie :etat des lieux de la politique musicale :approche sociologique ".
وجاء هذا الاصدار في 310 صفحات وفي مقاربة سوسيولوجية للتشريعات التونسية في مجال الفن الموسيقي قدّمت صاحبة الكتاب تصوّرها لتغيير القوانين الموسيقية البالية القديمة التي تجاوزها العصر وتجاوزتها طبيعة الأنشطة الثقافية والموسيقية في زمن العولمة والمنافسة لكلّ المهن الفنيّة وذلك من خلال قراءة فيها حصر وجرد ونقد للسياسات الثقافية المختلفة منذ سنة الاستقلال 1956 وإلى اليوم ومن خلال المقاربات السوسيولوجية والاستمارات الميدانية في خضم القطيعة المستمرة بين الإرادة النظرية التي يصرّح بها في الخطاب السياسي على امتداد عقود والواقع الحقيقي المتردّي والجامد الذي تعرفه وضعية الفنان التونسي.
وقد جاء المؤلّف باللغة الفرنسية مقدّما مقترحات تشريعية تضمن توفير الحقوق المتعلّقة بالعمل في المجال الثقافي سواء كان ذلك على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي أو القانوني مع احترام حقوق الملكية الفكرية والأدبية من جهة الى جانب رؤية صاحبته المتعلّقة بمراجعة إسناد بطاقة الاحتراف الفني التي لا تزال تحت سيطرة القوانين المتكلّسة ليمثّل هذا الاصدار مساهمة من صاحبته في تقديم رؤية تشريعية مستقبلية للمشهد الفني خاصة والثقافي عامة بالتركيز على المجال الموسيقي بحكم اختصاص صاحبته ومن منطلق إيمانها الكبير بقدرتها على الإفادة والإضافة في خضمّ البناء المشترك الذي تتحد فيها كلّ كفاءات البلاد للنهوض بالمشهد التشريعي في الفضاء الثقافي واستئناسا بخبرتها كمديرة لمهرجان قرطاج الدولي ثمّ كوزيرة سابقة للثقافة واليوم كأكاديمية ومنظّرة لوضع الاستراتيجيات الناجعة في القطاع الموسيقى والثقافي برؤية تطويرية تشريعاتية عبر إسهامها الأكاديمي بإصدارها لهذا الكتاب الذي سيتم تقديمه في باريس خلال أوائل شهر ماي القادم والذي يعدّ اصداره في الظرفية الآنية التي تعيشها تونس متناغما مع مضامين الدستور الجديد للجمهورية التونسية الثانية ومتماهيا مع البيئة التشريعية لتطوير السياسة الثقافية حتّى تكون ذات تمظهرات براغماتية وتعبوية مجمّعة لكلّ التيارات والجهات الفاعلة الاجتماعية رغبة في حصول النقلة المنتظرة في العقليات والممارسات الثقافية وتجاوبا مع التحديات الراهنة والتحولات السريعة والمتعددة للواقع الموسيقي والثقافي.
