في أمسية علميّة كشفت الكثير من المسكوت عنه، اهتزّت قاعة الندوات بـ“بيت الحكمة” بضاحية قرطاج، مساء الخميس 5 ديسمبر، على وقع محاضرة صادمة قدّمتها الأستاذة آمال حمزة الشافعي تحت عنوان “خليج قابس بين الثراء البيولوجي والتلوّث المزمن”، في إطار سلسلة اللقاءات العلميّة التي ينظّمها قسم العلوم بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون.
◀️ 35 سنة من التلوّث… والأرقام مفزعة
الشافعي لم تُجامل أحدًا، وقدّمت قراءة علمية دقيقة لتدهور خليج قابس بين 1990 و2025، مؤكّدة أنّ الخليج الذي كان يومًا “مهد الثروة البحرية” أصبح اليوم مسرحًا لانقراض أصناف كاملة وتلوّث يُنذر بكارثة بيئية وصحية غير مسبوقة.
◀️ الخليج الغنيّ يتحوّل إلى منطقة موت بطيء
المحاضرة كشفت أنّ الثراء البيولوجي الاستثنائي الذي تميّز به الخليج لعقود أصبح مهدّدًا، بفعل الانبعاثات الصناعية والمعادن الثقيلة وتراجع مستويات الأوكسجين. وأشارت إلى أنّ المعطيات المسجّلة خلال السنوات الأخيرة “لا تُطمئن إطلاقًا”.
◀️ الأخطر: تأثير مباشر على صحّة الأهالي
لم يتوقّف الأمر عند تدهور الحياة البحرية، إذ أثبتت الدراسات التي عرضتها الشافعي أنّ التلوّث المزمن ترك بصماته على المتساكنين، من خلال ارتفاع الأمراض التنفسية والجلدية وتزايد الشكوك حول تأثيرات أعمق لم تُدرس بعد بشكل كافٍ.
◀️ صرخة في بيت الحكمة: التحرّك الآن قبل فوات الأوان
اللقاء تحوّل في نهايته إلى ما يشبه “جرس إنذار”، مع دعوة صريحة إلى مراجعة السياسات البيئية وإطلاق خطط عاجلة لإنقاذ ما تبقّى من المنظومة البحرية بخليج قابس، محذّرة من أنّ استمرار الوضع على حاله يعني “خسارة أحد أهم الكنوز الطبيعية في البلاد”.
محاضرة علمية… لكن بصدى قنبلة بيئية.
منصف كريمي



