غيّب الموت اسمًا ظلّ حاضرًا في ذاكرة الملاعب وإن ابتعد عن الأضواء، برحيل الدولي التونسي السابق في كرة اليد ولاعب النادي الإفريقي عبد الرؤوف شبشوب، أحد أبناء الجيل الذي صنع مجد اللعبة في زمن كانت فيه القميص أغلى من الشهرة، والعطاء يسبق الألقاب.
لم يكن شبشوب نجمًا استهلاكيًا، بل لاعبًا من طينة خاصة، حمل ألوان النادي الإفريقي والمنتخب الوطني بروح قتالية وانضباط صارم، في مرحلة تأسيسية من تاريخ كرة اليد التونسية، حيث كانت الانتصارات تُبنى بالعرق أكثر مما تُصنع بالإمكانات.
تميّز الراحل بحضوره القوي داخل الميدان، وبأخلاقه الرياضية خارجه، ما جعله محل احترام زملائه وخصومه على حدّ سواء. وقد مثّل مع أبناء جيله حجر أساس في ترسيخ مكانة كرة اليد التونسية قارّيًا، وفتح الطريق أمام أجيال لاحقة ستقطف ثمار تلك التضحيات.
وبرحيل عبد الرؤوف شبشوب، لا تفقد الرياضة التونسية مجرد لاعب سابق، بل تفقد صفحة من تاريخها غير المكتوب، أولئك الذين صنعوا المجد في صمت، وغادروا دون ضجيج، تاركين خلفهم إرثًا من القيم والانتماء.
هكذا ترحل الأسماء الكبيرة بهدوء، لكنّها تبقى راسخة في الذاكرة… ما دامت الملاعب تحفظ خطاها، وما دام الوفاء للتاريخ حيًّا.



