كشفت صحيفة "دي تسايت" الألمانية في تقرير مطوّل جوانب خفية من حياة الرئيس السوري السابق بشار الأسد في موسكو، حيث يعيش تحت حماية مباشرة من الكرملين، في عزلة شبه تامة عن العالم الخارجي، وفي واحدة من أكثر فترات حياته غموضاً وصمتاً سياسياً.
ووفقاً للتقرير، يعيش الأسد في العاصمة الروسية حياة تجمع بين الترف المفرط والعزلة الصارمة. فبينما يطل من شققه المرتفعة على ناطحات السحاب المضيئة، يبقى سجله السياسي، ومستقبله الشخصي، مرهونين بالكامل بقرارات موسكو التي وفّرت له الملجأ والحماية منذ سقوط نظامه في دمشق.
🏢 20 شقة فاخرة في قلب موسكو
الصحيفة الألمانية أوضحت أن عائلة الأسد التي فرت من سوريا في ديسمبر 2024، تمتلك نحو 20 شقة فخمة موزعة على ثلاثة طوابق داخل ناطحة سحاب فاخرة وسط العاصمة الروسية.
وحسب مصدر مطّلع تحدث للصحيفة، يقيم بشار الأسد في ثلاث شقق متصلة تقع فوق مركز تجاري راقٍ، ويستخدم حراساً شخصيين تابعين لشركة أمنية روسية خاصة ممولة من الحكومة.
وتشير الوثائق إلى أن العائلة بدأت منذ عام 2013 بشراء عقارات في موسكو عبر شبكة معقدة من الشركات المالية. وكانت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية قد كشفت عام 2019 أن آل الأسد اشتروا ما لا يقل عن 18 شقة فاخرة في العاصمة الروسية بالطريقة نفسها.
🕹️ حياة مترفة وعزلة خانقة
ينقل التقرير عن أحد المقربين من الأسد أنه يعيش حياة رفاهية تامة يقضي خلالها ساعات طويلة أمام ألعاب الفيديو، ويزور من حين إلى آخر مراكز التسوق الفخمة في موسكو بعيداً عن الأنظار.
وتمكن فريق “دي تسايت” من دخول المبنى الذي تقيم فيه العائلة، واصفاً الشقق بأنها “قصور معلقة في السماء” تضم ثريات كريستالية ضخمة وأثاثاً مذهّباً، مع نوافذ تمتد من الأرض إلى السقف تطل على نهر موسكفا وناطحات السحاب المحيطة.
وأضاف التقرير أن الحمامات مصنوعة بالكامل من رخام كارارا الإيطالي، وتضم أحواض استحمام عملاقة ومدافئ تطل على المدينة.
💔 أسماء الأسد... معركة جديدة مع المرض
وكشفت الصحيفة أن أسماء الأسد، زوجة الرئيس السابق، تعاني من تدهور صحي خطير بعد عودة إصابتها بالسرطان الذي كانت قد أعلنت تعافيها منه عام 2018، مضيفةً أنها تتلقى علاجها في موسكو منذ ربيع 2024 تحت إشراف فريق طبي روسي خاص.
أما شقيقه ماهر الأسد، فيقيم حالياً في فندق خمس نجوم بالعاصمة الروسية، ويقضي معظم وقته في تدخين النرجيلة والابتعاد عن الحياة العامة.
🎥 حافظ الأسد يتحدث عن “الهروب العاجل”
وفي مشهد نادر، ظهر حافظ بشار الأسد في مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي في فيفري الماضي، وهو يتجول في حي راقٍ بموسكو متحدثاً عن الأيام الأخيرة قبل سقوط النظام.
وقال حافظ في الفيديو: “لم نكن نخطط للهروب من سوريا، لكن نقلتنا روسيا بشكل عاجل إلى موسكو بعد انهيار دمشق.”
بين الحماية والعزلة
يخلص تقرير "دي تسايت" إلى أن بشار الأسد يعيش اليوم في موسكو حياة مترفة ولكنها خالية من النفوذ، إذ تحوّل من رئيس دولة إلى ضيف دائم في كنف الكرملين، يعيش في رفاهية مفرطة لكن في عزلة سياسية كاملة، بينما يظل مستقبل سوريا يُرسم بعيداً عنه في مكاتب موسكو.