الثقافة و الترفيه، معلومات و ثقافة عامة | توانسة

في لقاء صحفي خصص للكشف عن تفاصيل الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي، تحدثت هند المقراني، مديرة المهرجان، عن رؤية فنية متكاملة لدورة وصفتها بـ"المتجددة"، ترتكز على الإبداع والانفتاح على الآخر، وعلى تقديم عروض نوعية تليق بركح لا يعتليه إلا الفنان الكامل، على حد تعبيرها.

وأكدت أن المهرجان ليس مجرد تظاهرة فنية، بل موعد متجدد مع الفن الراقي، ورؤية ثقافية وفنية تهدف إلى تثبيت قرطاج كوجهة أولى للفنانين الكبار رغم المنافسة الشرسة من مهرجانات أخرى حديثة تُغري الأسماء اللامعة بإمكانياتها التقنية والإنتاجية.

🔧 تجهيزات وترميمات: استعدادات انطلقت منذ جانفي

وأشارت المقراني إلى أن الاستعدادات للدورة انطلقت مبكرًا، منذ شهر جانفي، بمشاركة وكالة إحياء التراث وبلدية قرطاج ووزارة البيئة، حيث تمّ الاشتغال على العناية بالمسرح من الداخل والخارج، بما في ذلك الطرقات المؤدية إليه والنافورة التي استعادت الحياة بعد 10 سنوات من العطب.

🎼 من قاع الخابية… إلى خلاف "الأفيش"

أما المفاجأة، فكانت في تدخل الموسيقار محمد القرفي الذي عبّر عن غضبه من تجاهل اسمه في الملصق الدعائي لعرضه "من قاع الخابية"، مؤكداً أنه لم يُستشر بخصوص تصميم "الأفيش"، ومطالبًا بتعديله ليشمل المشاركين في العرض لا فقط عنوانه.

في ردّه، تجنّب القرفي ذكر اسم المدير أو المسؤول، مكتفيًا بوصف نفسه بـ"الموسيقار" رافضًا "التمويه"، ومؤكدًا حرصه على احترام العمل الجماعي لكل من ساهم في العرض.

ورافقه في هذا الموقف الفنان حمزة الفضلاوي، أحد المشاركين في عرض "قاع الخابية"، الذي عبّر عن فخره الكبير بهذه التجربة الفريدة إلى جانب الموسيقار محمد القرفي.

🎤 تحديات المنافسة ووفاء الفنانين لركح قرطاج

من جهة أخرى، أقرت هند المقراني بأن مهرجان قرطاج، رغم عراقته وتاريخه العريق، أصبح في مواجهة مباشرة مع مهرجانات أخرى حديثة توفر إغراءات فنية وتقنية عالية للفنانين، ما يحتم على المهرجان توفير شروط مهنية وفنية عالية المستوى لاستقطاب العروض المتميزة.

لكنها شددت أيضًا على أن ركح قرطاج يبقى غاية لكل فنان حقيقي يبحث عن القيمة والرمزية قبل الأضواء والإثارة.

🏛️ قرطاج: بين عبق التاريخ وضرورات التحديث

دورة هذا العام تسعى للموازنة بين أصالة المكان وعراقة الحدث، والانفتاح على رهانات الحاضر. وبينما يتجه المهرجان لإعادة تأهيل فضائه، يبقى الرهان الحقيقي في حماية رمزيته وإشعاعه، وسط موجة التظاهرات التجارية السريعة.

مهرجان قرطاج ليس مجرد عروض… بل هو ذاكرة فنية وطنية تحتاج إلى احترام داخلي قبل الاحتفاء الخارجي.