بقلم عزيز بن جميع
من أبرز الأعمال التي شاهدتها في أيام قرطاج المسرحية كانت مسرحية "باراديسكو"، إنتاج لبناني يجمع بين النص الجيد واللهجة المحلية والممثلين المتميزين.
تدور أحداث المسرحية حول مجموعة من الأشخاص يلتقون لأول مرة في برزخ غامض، حيث يعيشون لحظات من الحيرة والقلق ويعجزون عن الخروج من المأزق الذي وجدوا أنفسهم فيه. فهم لا يعرفون أنفسهم تماماً، ويتحيرون في الموقف، لكن الحل يكمن في الاستماع للموسيقى والغناء المشترك، وبناء علاقات المودة والصداقة، ليصبح البرزخ في النهاية مكاناً مليئاً بالدفء والحياة، أو ما يمكن تسميته بـ"باراديسكو"، حتى وسط أصعب الظروف.
الممثلون أبدعوا في تقديم كوميديا طبيعية ودم خفيف، مما جعل العمل ممتعاً رغم عمق أفكاره وثقله الرمزي. المسرحية تتوجه بشكل خاص إلى الجمهور الشبابي المعاصر، وزادتها روعة المؤثرات الموسيقية التي أضافت بعداً جمالياً وحركياً للنص.
باختصار، "باراديسكو" عمل ممتاز ووعد حقيقي، ويشكل إضافة مشرّفة للمسرح اللبناني والمهرجانات العربية عموماً.



