في تحوّل تاريخي يعيد تشكيل ملامح القوة المالية العالمية، توقعت دراسة حديثة أجراها بنك UBS أن تتحكم النساء بـ38% من الأصول القابلة للاستثمار بحلول عام 2030، وهو ما يعادل 30 تريليون دولار من القوة المالية العالمية، بارتفاع من 32% حالياً.
هذا التحول ليس مجرد زيادة في الأرقام، بل هو ثورة هادئة تعيد تعريف من يُدير المال وكيف يُدار، وتشكل فرصة ذهبية لمؤسسات إدارة الثروات للاستجابة لمتغيرات المشهد المالي الجديد.
لماذا الآن؟
بحسب لورا ميرليني، المديرة التنفيذية لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في CAIA، فإن ما يحدث هو "عاصفة مثالية" تجمع بين صعود النساء في عالم المال، وتنامي الاستثمارات البديلة، والطلب المتزايد على استراتيجيات قائمة على القيم مثل الاستدامة والتخطيط طويل الأمد.
عقبات تُكبح الزخم
رغم هذا التقدم، لا تزال الصور النمطية، ونقص المستشارات الماليات، وغياب المساواة في الوصول إلى فرص التمويل تشكّل تحديًا رئيسيًا. وتشير البيانات إلى أن النساء يمثلن أقل من 20% من المستشارين الماليين، بينما تندر مشاركتهن في قيادة الاستثمارات البديلة.
ثلاثية التحوّل: استثمري لأجل، في، وعبر النساء
حددت دراسة UBS ثلاث ركائز للاستثمار من منظور النوع الاجتماعي:
- لأجل النساء: تصميم منتجات مالية تلائم احتياجاتهن الحياتية.
- في النساء: دعم المشاريع التي تقودها نساء.
- عبر النساء: تعزيز وجود النساء في قيادة المحافظ الاستثمارية.
قيمة مضافة… تتخطى المال
فرق الاستثمار التي تقودها نساء تظهر قدرة أعلى على تقييم المخاطر بعقلانية، وتحقق عوائد مماثلة أو أعلى مقارنةً بنظرائهن. كما أن 64% من النساء يأخذن بعين الاعتبار عناصر البيئة والمجتمع والحوكمة (ESG) عند اتخاذ القرارات المالية، ما يجعل استثماراتهن أكثر ارتباطًا بالتحديات العالمية مثل التغير المناخي.
خطوات للانضمام إلى الثورة المالية النسائية
توصي ميرليني النساء الطموحات في مجال الاستثمار باتباع هذه الخطوات:
- تعزيز المهارات الفنية والتقييمية، خصوصًا في الاستثمارات البديلة.
- بناء شبكات مهنية ونوادي استثمار نسائية.
- البحث عن رعاة مهنيين يدعمون المسار الوظيفي.
- تطوير أطروحات استثمارية تربط بين الأهداف المالية والأثر المجتمعي.
التحول الكبير في الثروة لم يعد سؤال "متى؟"، بل "هل أنتم مستعدون؟". المؤسسات التي تُدرِك أن المرأة ليست فقط مستهلكًا ماليًا، بل قوة مالية محورية، هي من ستقود مشهد الثروة العالمي القادم.
المرأة لم تعد فقط تُشارك في اللعبة... إنها تُعيد كتابة قواعدها.