أظهرت دراسة حديثة لمعهد الصحة والسلامة المهنية أن الاعتلالات العظمية والعضلية تمثل النسبة الأكبر من الأمراض المهنية في تونس، حيث بلغت 79,7% من مجموع الحالات المصرح بها لدى الصندوق الوطني للتأمين على المرض سنة 2021.
وتركز انتشار هذه الأمراض بشكل خاص في قطاع النسيج والملابس، وخصوصًا في اختصاص الخياطة، نتيجة كثافة العمل الروتيني وتكرار الحركات على مدار فترة النشاط الفعلي للعمال، ما يؤثر مباشرة على الأطراف العلوية والمفاصل.
الدراسة التي حملت عنوان "انتشار أعراض الاعتلالات العظمية والعضلية والعوامل المرتبطة بها لعاملات الخياطة بمنطقة الوطن القبلي"، شملت أكثر من 200 عاملة في شركة تصنيع الملابس، واستمرت على مدار ثلاثة أشهر بين نوفمبر 2022 وجانفي 2023.
وأوضح الخبراء أن الاعتلالات العظمية والعضلية تشمل مجموعة من المشاكل مثل ضعف العضلات، صعوبة الحركة، التصلب، والآلام المزمنة، والتي تؤثر على الأداء اليومي للعمال وتزيد من مخاطر الإصابات.
وأكدت سامية الفهري، المكلفة بتسيير معهد الصحة والسلامة المهنية، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أن هذا النوع من الأمراض منتشر أساسًا في القطاع الصناعي بسبب تكرار الحركات المستمرة، مشيرة إلى أن المعهد يسعى لإعداد برنامج عمل خاص بالإصلاحات في مواقع العمل يهدف إلى حماية صحة وسلامة العمال مع الحفاظ على الإنتاجية بشكل تشاركي.
هذه النتائج تسلط الضوء على الحاجة الملحة لتطوير سياسات صحية صارمة في أماكن العمل، خاصة في القطاعات التي تعتمد على اليد العاملة المكثفة، لتفادي تفاقم مشاكل الصحة المهنية وتدهور ظروف العمل.



