إذا كان الأمر كذلك بالنسبة للأطفال عمومًا، فكيف يمكن التعامل مع الطفل العنيد؟
الإجابة تأتي بالفصل الأخير من الكتاب، فالعناد ظاهرة معروفة في سلوك بعض الأطفال، حيث يرفض الطفل ما يؤمر به أو يصر على تصرف ما، وهو من اضطرابات السلوك الشائعة، وقد يحدث لمدة وجيزة أو مرحلة عابرة، أو يكون نمطاً متواصلاً وصفة ثابتة وسلوكًا وشخصية للطفل.
والطفل قبل سنتين من العمر لا تظهر مؤشرات العناد في سلوكه؛ لأنه يعتمد اعتمادًا كليًا على الأم أو غيرها ممن يوفرون له حاجاته، فيكون موقفه متسمًا بالحياد والاتكالية والمرونة والانقياد النسبي، لكن حينما يتمكن الطفل من المشي والكلام قبل سن الثلاث سنوات من العمر، أو بعد السنتين الأوليين، ونتيجة لشعوره بالاستقلالية، ونمو تصوراته الذهنية، يرتبط العناد بما يجول في رأسه من خيال ورغبات.