ضيفي في حوار الصراحة لهذا اليوم، مناضل حر من قلعة حشاد، مدافع شرس عن حقوق الزملاء والزميلات، وهو لا يخشى في نصرة الحق لومة لائم... يعتبره المعلمون والمعلمات فخرا للقطاع، ضيفي هو كاتب عام نقابة أساسية، وباحث في التاريخ الاجتماعي هو الأستاذ الأسعد الدراجي... ادعوكم أعزائي القراء والقارئات الى متابعة أطوار هذا الحوار
* أستاذ الاسعد الدراجي، مساء النور والسرور وتحية كبرى لكل المربين في اليوم العالمي للمربي
- مرحبا بك أخ سليم ومرحبا بكل قراء جريدتك المحترمة وتحية لكل المربين في عيدهم العالمي...
* الأستاذ الأسعد الدراجي، هل من سبيل لرفع "صفة العون الوقتي" هذه الصفة اللادستورية والسالبة للحقوق المهنية والمسقطة على المدرسين المنتدبين طيلة السنوات الأربع الأخيرة؟
- لا يختلف المربون حول المظلمة المسلطة على نواب التعليم الأساسي المنضوين تحت طائلة الأمر 194 لسنة 2017 والمتمم بالأمر 58 لسنة 2019 والذي أجبر القطاع على انتداب نواب اتفاقيتي 2015 و2018 أعوانا وقتيين وهي صفة هجينة قاهرة مجمدة للحقوق المهنية والقانونية للمربين ورغم صدور الأمر 228 الذي متع جزءا منهم من الترسيم فإن الباقي مازال ينتظر صدور قرارات الترسيم وأساسا دفعة 18 والمفروزين أمنيا فضلا عن كون هذا الأمر لم يعد ساري المفعول أي أنه لا ينسحب على الدفعات 19-21 والحال أن القانون الأساسي القطاعي في فصله 22 ثانيا من الأمر 213 لسنة 19 مجمد ولم يفعل بالنسبة لهم ...وقد تولت الهياكل النقابية إدراج مطلب إلغاء صفة العون الوقتي ضمن لوائحنا لكن المتغيرات السياسية عطلت التفاوض الذي ننتظر استئنافه.
لرفع هذا التجميد على مستوى الترسيم فضلا عن ضرورة احتساب مدة التعاقد في الترسيم والترقيات والنقل والتقاعد على غرار ما تم سابقا بالنسبة لمتعاقدي القطاع بين 87 و1994 مع العلم أن الترسيم لن يكلف الحكومة إلا جرأة وقرارا سياديا بموجبه يتم إلغاء صفة مذلة مهينة.
* ما هو مصير من ساهم في انجاح سنوات دراسية متتالية وبقي في النهاية خارج الاتفاقيات وتسوية الوضعيات؟
- من المؤسف أن نرى معلمين قد تعاقدوا لمدة عقد من الزمن مع وزارة التربية وقد شهد لهم أهل الخبرة والمفقدون البيداغوجيون بالكفاءة والأهلية للتدريس. كما أنهم استوفوا أغلب شروط الإدماج التي تمتع بها غيرهم ومن سبقهم... والحال أن اتفاقية الثامن من ماي مازالت جارية، وجب إدماجهم في ملحق مع الدفعة الثانية لكن وزارة التربية تتنكر لهم ولا تريد إدماجهم وانتدابهم بل وتنكر لحق جزء منهم في الإدراج بقاعدة البيانات في خطوة إقصائية غير مسبوقة تكتسي صبغة المظلمة...!
هناك نواب استنجدت بهم وزارة التربية من التعليم الثانوي والبعض الآخر من خارج قاعدة البيانات أو نواب 18 وغيرهم ممن أطلقوا عليهم صفة نواب خارج الاتفاقية ووقع تهميشهم وحرمانهم من الانتداب رغم النقص الحاصل والمتواصل في عدد من الولايات مثل ولاية نابل والقيروان وغيرهم!! لم نفهم إلى متى هذا الإقصاء والتهميش وسلب حقوق المربين...؟ شعب المربين يريد تسوية وضعية النواب خارج الاتفاقية ولكن تظل وزارة العقوق صماء بكماء ونحن ننتظر أن تتكلم انتدابا وإلا فستكون انتفاضة الضعفاء...!
ونحن نطرح السؤال ؛ إلى متى تستمر وزارة التربية في استعباد هؤلاء المدرسين؟ وعن أي إصلاح يتحدثون والمربي مسلوب الحقوق ومستعبد ومهان؟
* هناك مظلمة أخرى طالت المدرسين المنتدبين الذين وقع تصنيفهم أ3 الذين يدرسون 25 ساعة أسبوعيا ويتقاضون أجرا أقل من نضرائهم الذين يدرسون 18 ساعة... هل من سبيل لرفع هذا الحيف عن المدرسين؟
- للاسف وزارة التربية تكيل بمكيالين، ففي التعليم الثانوي يعمل الحاملون بالبكالوريا زائد سنتين ونصف أو ثلاثة سنوات خارج نظام إمد 18 ساعة أسبوعيا أما في التعليم الأساسي فيعاملون ضمن الصنف أ 3 ويتم مطالبتهم بـ25 ساعة أسبوعيا، وهي مظلمة حقيقية يعملون الأقصى ويتقاضون الأدنى وهم الآن يتحركون في كل الاتجاهات محتجين ضد هذا الحيف والقهر المسلط الذي استغرق جهدهم ووقتهم والحال أنه من الواجب إعادة تصنيفهم ضمن الصنف أ2 وتخفيض ساعات عملهم إلى 18 طالما أن شهاداتهم الجامعية تمكنهم قانونيا من ذلك... مظلمة يجب أن يلتفت لها قسم الوظيفة العمومية برئاسة الحكومة ووزارة التربية... والتفاوض بشأنها يجب أن يكون في أقرب الآجال ودعمهم نقابيا يتجلى من خلال بيانات المساندة وإدراج مطالبهم في اللائحة المهنية...
* يطالب المتعاقدون مع وزارة التربية بمختلف أصنافهم باسترجاع الأموال المقتطعة شهريا (150 دينارا شهريا عن كل متعاقد طيلة 9 أشهر مدة العقد السنوي) على مدى 3 سنوات متتالية باسم التغطية الصحية والاجتماعية دون تمتيعهم بها ولو ليوم واحد! هل حسمت الجامعة التعامل من هذا الملف ؟
- صديقي لقد تم التحيل على المتعاقدين دون وجه حق باقتطاع مساهمات بعنوان التغطية الاجتماعية والصحية والحال أنهم لم يتمتعوا بها بتاتا إلى الآن...!!!!! أموال يجب أن نعرف مآلها؟ وكيف اقتطعت؟!
وأين ذهبت؟!!! ومتى سيقع انصاف أصحابها؟!!
وماهي ضمانات تنزيل المساهمات باسمهم في صندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية...؟!!!
* هناك مدارس تفتقد إلى حراس وأخرى تحتاج إلى اعوان تنظيف في ظل وضع صحي وبائي قد يشكلان خطرا على صحة الأسرة التربوية، ماهو موقف النقابات من هذا الوضع ؟
- صديقي... وزارة التربية عاجزة تماما عن تأمين عملة يقومون بتنظيف العديد من المدارس... فضلا عن الحراسة في المناطق النائية وفي ظل غياب صورة حقيقية للوضع، نتشدق بعيد المربي والحال أنه يعمل في أتعس الظروف المادية والبنية التحتية مهترئة...!!! فمتى يتم تفعيل الفصل 35 ويعاد الاعتبار للمدرسة العمومية...؟!
هذا ما ننتظره من وزير التربية...
* كلمة الختام
- اشكرك سليم واشكر مجلتكم المحترمة توانسة، واريد أن أذكر الوزير المكلف بتسيير وزارة التربية في عيد المربي العالمي بأن المربي التونسي في عهده لم ينل مكسبا ماديا واحدا ...! ويظل في أسفل سلم الأجور، يقتات على الفتات، و يعيش أتعس الظروف والحال أنه قد تم الاقتطاع من أجره في شهر رمضان دون مراعاة لخصوصية الشهر ...
كما نذكر الوزير بأن مستحقات المربين من: منحة العودة ومنحة الريف... ومستحقات النواب والتربية والتعليم....كلها لم تصرف بعد...!!!
فهل سنرى في حال تجديد الثقة في شخصه إنصافا للمعلمين وللمدرسة العمومية؟ وهل سنلتمس نفسا جديدا في سياسته وطنيا وجهويا أم سيبقى مؤمنا بتصفية التعليم العمومي لفائدة التعليم الخاص الذي صار مرض البرجوازية؟ تستثمر فيه وتفتخر بالانتماء إليه ساحبة وراءها الطبقات الوسطى مكرهة في ظل تخريب ممنهج للمدرسة العمومية...؟ ننتظره أن يكون أمينا على المدرسة العمومية المصعد الاجتماعي الذي نال منه شرف الوزارة فهل كنتم سيدي الوزير من الأوفياء لمدرسة البسطاء والضعفاء...؟
