وسط عاصفة من الاتهامات والانتقادات اللاذعة، يجد مراد الدعمي، رئيس لجنة تعيينات الحكام، نفسه في موقف لا يُحسد عليه، بعد أن تحولت الملاسنات الحادة التي جمعته بالعروسي المنصري إلى حديث الشارع الرياضي التونسي. الاتهامات التي طالت الدعمي بالتلاعب وتوجيه تعيينات الحكام لخدمة مصالح خاصة، أصبحت أشبه بالقنبلة التي فجّرت أزمة ثقة كبيرة في منظومة التحكيم الرياضي.
مقالات ذات صلة:
مراد الدعمي على رأس الإدارة الوطنية للتحكيم: إعادة هيكلة جديدة بعد استقالة الجويني
إضراب الحكام ينجح في إلغاء مباريات الرابطة المحترفة الثانية ويستمر ليوم الأحد
مقاطعة الحكام تؤجل انطلاق مباريات المجموعة الأولى من بطولة الرابطة المحترفة الثانية
الضغوط تتصاعد: بين الاستقالة والإقالة
في ظل هذه التطورات المتسارعة، تزايدت الدعوات من مختلف الأطياف الرياضية والسياسية لاستقالة مراد الدعمي، حفاظًا على ما تبقى من مصداقيته. من جهتها، بدأت أصوات داخل الجامعة التونسية لكرة القدم تطالب بإقالته فورًا، معتبرة أن بقاءه في منصبه بات مستحيلًا، خاصة في ظل الاتهامات التي كشفت عن تدخلات مشبوهة وتلاعبات أثرت على نزاهة المسابقات.
الجماهير الرياضية، التي طالما نادت بالشفافية والعدالة في الرياضة التونسية، ترى أن استقالة الدعمي هي الخطوة الأولى لإعادة بناء الثقة في منظومة التحكيم. في المقابل، هناك تخوف من أن تؤدي هذه الأزمة إلى انقسامات أعمق داخل الجامعة، مما قد يُعقد المشهد الرياضي أكثر.
هل يستجيب الدعمي للضغوط؟
بالرغم من الضغوط المتزايدة، لم يُعلن مراد الدعمي حتى الآن عن موقف واضح. ولكن استمرار هذا الصمت قد يكون مكلفًا، حيث تشير التوقعات إلى أن الجامعة التونسية لكرة القدم قد تلجأ إلى اتخاذ قرار بإقالته في الأيام القادمة إذا لم يُقدم على الاستقالة طوعًا.
استقالة الدعمي قد تكون بمثابة محاولة لإنقاذ ماء الوجه والخروج بأقل الخسائر، بينما الإقالة قد تحمل معها تداعيات أكبر، بما في ذلك فتح تحقيقات أوسع حول طبيعة عمل اللجنة والتعيينات التي تمت خلال فترته.
ما بعد الدعمي: هل تبدأ مرحلة الإصلاح؟
رحيل مراد الدعمي، سواء بالاستقالة أو الإقالة، قد يكون بداية لإصلاح منظومة التحكيم التي تعاني من أزمات متكررة. لكن هذا يتطلب خطوات جريئة من الجامعة التونسية لكرة القدم لإعادة هيكلة اللجنة وتطبيق معايير شفافة وواضحة في اختيار الحكام وتعيينهم، بعيدًا عن التدخلات والضغوط.
مراد الدعمي، الذي لطالما كان اسمًا بارزًا في إدارة منظومة التحكيم، أصبح الآن في مواجهة حقيقة صعبة. بين الاستقالة والإقالة، يبدو أن الخيار الوحيد المتبقي له هو الرحيل. ولكن الأهم من رحيله هو ما سيأتي بعده: هل ستستغل الجامعة هذه الفرصة لإصلاح المنظومة، أم ستظل الرياضة التونسية عالقة في دوامة الفساد والتلاعب؟ الأيام القادمة ستكشف عن الإجابة.