غزة – شهد جنوب قطاع غزة، فجر اليوم الثلاثاء 3 جوان 2025، مجزرة مروعة راح ضحيتها 27 شهيدًا، جراء إطلاق نار عنيف قرب مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية، وفق ما أعلنته اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في جريمة أثارت استنكارًا دوليًا واسعًا.
مقالات ذات صلة:
مجزرة الدم في رفح… 30 شهيدًا برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء تسلُّم مساعدات!
مجزرة جديدة في غزة... 44 شهيدًا في قصف إسرائيلي والضغط الدولي يتصاعد على نتنياهو
مجزرة جديدة في غزة: طائرات الاحتلال تفتك بالمدنيين والاتصالات مقطوعة عن العائلات المحاصَرة
وأكدت اللجنة الدولية في بيان رسمي أن مستشفاها الميداني في رفح استقبل 184 مصابًا، بينهم 19 وصلوا وقد فارقوا الحياة، بينما توفي ثمانية آخرون متأثرين بجراحهم بعد وقت قصير. وأوضحت أن "معظم الجرحى كانوا مصابين بطلقات نارية مباشرة"، مشيرة إلى أن طاقة المستشفى الاستيعابية لا تتجاوز 60 سريرًا، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية.
وفي أول ردّ فعل أممي، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالمجزرة، واعتبرها "غير مقبولة"، وفق ما صرّح به المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، الذي قال:
"من غير المقبول أن يخسر مدنيون حياتهم لمجرد أنهم يسعون إلى الحصول على غذاء"،
مكررًا دعوة غوتيريش إلى إجراء تحقيق مستقل لكشف ملابسات الجريمة ومحاسبة المسؤولين عنها.
وجاءت هذه المجزرة في وقت يعاني فيه سكان غزة من مجاعة متصاعدة ونقص حاد في المواد الأساسية، في ظل حصار خانق وعدوان عسكري متواصل منذ 7 أكتوبر 2023، أدى حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 54,510 مواطنًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 124,901 آخرين، في حصيلة غير نهائية.
وأضافت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن "وتيرة الحوادث وعدد الضحايا غير مسبوقين"، محذّرة من أن الوضع الميداني يُظهر "الواقع القاسي الذي يعانيه سكان غزة بعد نحو عشرين شهرا من الحرب".
تأتي هذه الجريمة في وقت يتصاعد فيه القلق الدولي بشأن الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية في القطاع، وسط مطالبات متزايدة بتأمين الممرات الإنسانية وإيقاف آلة القتل التي تستهدف المدنيين في كل مكان، حتى وهم يصطفّون للحصول على قوت يومهم.