شهدت فرنسا، أمس الخميس 18 سبتمبر 2025، موجة جديدة من التعبئة الشعبية، حيث نزل عشرات الآلاف إلى الشوارع في يوم من الإضرابات والتظاهرات بدعوة من النقابات، للضغط على رئيس الوزراء الجديد سيباستيان لوكورنو بشأن خطته المالية، وذلك في ظل أزمة سياسية متصاعدة تهز البلاد.
ويعد هذا التحرك الثاني في ظرف ثمانية أيام فقط، بعد يوم الاحتجاجات الذي جرى في 10 سبتمبر تحت شعار "لنشل كل شيء"، والذي شارك فيه نحو 200 ألف متظاهر بحسب السلطات.
وفي حصيلة أولية، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية تسجيل 253 تحركاً و76,500 متظاهر منتصف النهار، فيما كانت التوقعات الرسمية قد أشارت عشية التحرك إلى إمكانية بلوغ عدد المحتجين نحو 900 ألف متظاهر، في مشهد يذكّر بأيام الغليان الشعبي ضد إصلاح نظام التقاعد سنة 2023.
✦ رسالة النقابات
وصفت صوفي بينيه، الأمينة العامة للكونفدرالية العامة للعمل (CGT)، يوم الإضراب والتظاهر بأنه "نجاح منذ الآن"، فيما شددت ماريليز ليون، الأمينة العامة للكونفدرالية الديمقراطية للعمل (CFDT)، على أن الاحتجاجات تحمل "تحذيراً واضحاً جداً" لرئيس الوزراء الجديد.
✦ تعبئة أمنية ضخمة
وفي مواجهة هذه التعبئة الاجتماعية، نشرت السلطات نحو 80 ألف شرطي ودركي في مختلف أنحاء فرنسا، تحسباً لأي توترات أو مواجهات، في وقت تبدو فيه حكومة لوكورنو أمام اختبار صعب بين كبح الأزمة المالية وتفادي انفجار اجتماعي جديد.