في تصعيد جديد لمعركة كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، حذّر الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، الثلاثاء، من أنّ أي هجوم إسرائيلي يستهدف "أسطول الصمود" العالمي المتجه نحو غزة سيُعد "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية"، داعيًا إلى حماية أكثر من 500 مدني ومتطوع على متنه.
وقال بيترو، في تدوينة على منصة X، إن الأسطول الذي يضم أكثر من 50 سفينة "دخل منطقة شديدة الخطورة"، مشيرًا إلى تزايد نشاط الطائرات المسيّرة ورصد سفن مجهولة على الرادار، ما أثار مخاوف جدّية من هجوم وشيك. وأكد أن المشاركين، وبينهم مواطنتان كولومبيتان، يرتدون سترات النجاة ويقفون في حالة تأهب كاملة.
أكبر تحرّك لكسر الحصار منذ 18 عامًا
ويُعد هذا الأسطول، الذي يبحر منذ أيام محملاً بالمساعدات الإنسانية، أكبر تحرك جماعي من نوعه لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ 18 عامًا. وقد أعلن المنظمون فجر الأربعاء أن السفن باتت على بعد نحو 120 ميلًا بحريًا من شواطئ القطاع المحاصر، فيما تستعد القوات الإسرائيلية لاعتراضها وفق ما أوردته هيئة البث العبرية.
وتأتي هذه التطورات في ظل واقع إنساني بالغ القسوة داخل القطاع، حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني تحت حصار خانق منذ عام 2007، وقد فقد 1.5 مليون منهم مساكنهم في الحرب التي وصفتها منظمات حقوقية بـ"الإبادة الجماعية". ومنذ 2 مارس الماضي، شددت إسرائيل قبضتها بإغلاق جميع المعابر ومنع دخول الغذاء والدواء، ما أدى إلى مجاعة حصدت أرواح 453 فلسطينيًا، بينهم 150 طفلًا.
تاريخ من القرصنة والاعتراض
ليست هذه المرة الأولى التي تواجه فيها سفن الإغاثة اعتراضًا أو قرصنة إسرائيلية، إذ سبق أن استولت البحرية الإسرائيلية على سفن متجهة نحو غزة ورحّلت الناشطين على متنها، في انتهاك متكرر للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
ويرى مراقبون أن مواجهة "أسطول الصمود" ستكون اختبارًا جديدًا للمجتمع الدولي وقدرته على حماية المبادرات المدنية والإنسانية في وجه الاحتلال، وسط دعم أمريكي واضح للحرب التي شنتها إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 66 ألف فلسطيني وإصابة 168 ألفًا آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء.
