اتهمت كمبوديا، صباح اليوم السبت، تايلاند بمواصلة قصف أهداف عبر الحدود المتنازع عليها، وذلك بعد ساعات فقط من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوسّط للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار بين البلدين.
وقالت وزارة الإعلام الكمبودية في بيان رسمي إن «القوات التايلاندية لم توقف القصف بعد، وما تزال تواصله»، في إشارة إلى فشل فوري لمساعي التهدئة التي أُعلن عنها مساء الجمعة.
في المقابل، ردّ الجيش التايلاندي باتهامات مباشرة لكمبوديا، متهماً إياها بارتكاب «انتهاكات متكررة للقواعد الدولية»، من خلال استهداف مواقع مدنية وزرع ألغام أرضية على طول المناطق الحدودية المتنازع عليها.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن، عقب مكالمتين هاتفيتين مع رئيس الوزراء التايلاندي أنوتين تشارنفيراكول ونظيره الكمبودي هون مانيت، أن الجانبين اتفقا على «وقف جميع عمليات إطلاق النار» ابتداءً من يوم الجمعة. غير أن هذا الإعلان قوبل بتناقض واضح على الأرض.
فلم يشر أي من الزعيمين إلى اتفاق رسمي في تصريحاتهما اللاحقة، بل أكد رئيس الوزراء التايلاندي صراحة أنه لا يوجد وقف لإطلاق النار، بينما أحالت وزارة الخارجية التايلاندية الصحفيين إلى بيان رسمي دون تأكيد ما ورد في إعلان ترامب.
وفي بيان نُشر اليوم السبت على صفحته الرسمية، أوضح رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت أنه ناقش الوضع مع ترامب، إلى جانب مشاورات سابقة مع رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، مؤكداً أن بلاده ما تزال متمسكة بـالحل السلمي وفق اتفاق سابق وُقّع في كوالالمبور خلال أكتوبر الماضي.
غير أن مانيت كشف في المقابل أنه نصح الولايات المتحدة وماليزيا باستخدام إمكانياتهما الاستخباراتية «للتحقق من الطرف الذي بدأ إطلاق النار أولاً» في الجولة الأخيرة من المواجهات، في إشارة إلى فقدان الثقة بين الجانبين.
ومنذ يوم الاثنين، تشهد الحدود الكمبودية–التايلاندية، الممتدة على 817 كيلومتراً، تبادلاً مكثفاً لإطلاق الصواريخ والمدفعية في عدة نقاط ساخنة، في واحدة من أعنف المواجهات العسكرية منذ اشتباكات يوليو الماضية، التي استمرت خمسة أيام ولم تتوقف حينها إلا بعد تدخل هاتفي مباشر من الرئيس الأمريكي.
مشهد يعكس هشاشة الهدنة المعلنة، ويعيد طرح تساؤلات كبرى حول قدرة الوساطات الدولية على احتواء نزاع حدودي مزمن مرشح لمزيد من التصعيد.



