أحبطت السلطات الهولندية، اليوم الأحد، محاولة لإحراق المصحف الشريف أمام دار العدالة في مدينة أسن شمال البلاد، وذلك بعد تدخل النيابة العامة لمنع الفعالية التي دعت إليها حركة "بيغيدا" (Pegida) المعادية للإسلام.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن البلدية استنفدت جميع الإجراءات القانونية لمنع إقامة الفعالية، إلا أن القوانين المتعلقة بحرية التعبير حالت دون إصدار قرار إداري بالحظر، قبل أن تتدخل النيابة في اللحظات الأخيرة وتوقف الحدث.
وأعرب محافظ المدينة ماركو أوت عن أسفه لمحاولة إقامة هذا النشاط، مشيراً إلى أن أسن معروفة بتنوعها الثقافي والاجتماعي وارتفاع نسبة الأمان، ما جعلها نموذجًا للتعايش السلمي بين مختلف المكونات.
وشهدت المدينة، التي تضم جاليات عراقية ومغربية ومصرية وسورية ولبنانية وتركية، موجة استنكار واسعة من أبناء الجاليات الإسلامية، الذين وصفوا الخطوة بأنها خطاب كراهية لا يمتّ لحرية التعبير بصلة.
ودعت الجمعيات الإسلامية ومسؤولو الجوامع في أسن وخرونينغن المسلمين إلى عدم التجمهر في موقع الحدث تفادياً لأي استفزاز، مؤكدة أن الهدف من هذه الفعاليات هو جر المسلمين إلى ردود فعل غاضبة.
كما أغلقت المدارس العربية والإسلامية أبوابها اليوم تحسبًا لأي أعمال عدائية، في حين أعرب المجتمع المحلي عن رفضه لمظاهر العنصرية وازدراء الأديان، مؤكدين أن مثل هذه المجموعات تمثل نفسها فقط، وأن قرار النيابة العامة بإلغاء الفعالية لاقى ترحيبًا واسعًا من السكان الهولنديين والمقيمين من مختلف الخلفيات الدينية والعرقية.



