في حادثة مثيرة تم بثها مباشرة عبر قناة "تلفزة تي في"، نشبت ملاسنات حادة بين مراد الدعمي، رئيس لجنة تعيينات الحكام، و العروسي المنصري، العضو السابق في نفس اللجنة، لتكشف عن جانب مظلم من وراء الكواليس في منظومة الرياضة التونسية، حيث تسلط الأضواء على التلاعبات والفضائح التي لطالما أثرت على نزاهة المسابقات الرياضية.
مقالات ذات صلة:
الصدمة تكشف عيوب انتخابات جامعة كرة القدم التونسية: تحليل لتدوينة الأستاذ أحمد التونسي
كرة القدم التونسية بين مطرقة الماضي وسندان الترشحات المثيرة للجدل
الجامعة التونسية لكرة القدم: عدم إيداع أي قائمة للترشح حتى الآن في انتخابات المكتب الجامعي
تلاعبات وتحكم في نتائج المباريات
كشف العروسي المنصري عن تصريحات مثيرة، حيث اتهم الدعمي بالتعاون مع شخصيات ذات نفوذ داخل اللجنة لتحريك خيوط التعيينات بما يخدم مصالح خاصة، وهو ما يعكس كيف تم التلاعب بالمسابقات الرياضية في تونس من خلال تدخلات خارجية لضمان نتائج معينة. المنصري اتهم الدعمي بأنه كان يقرّب شخصيات مؤثرة في الوسط الرياضي، خاصة سليم شيبوب، الذي كان يدير الكثير من الأمور خلف الكواليس لضمان نجاحات محددة، في حين رد الدعمي بأن سليم شيبوب ساعده في ترقيته من خلال علاقاته الواسعة، متهمًا المنصري بأنه استفاد من هذه العلاقة أيضًا. هذا التبادل الاتهامي يكشف عن شبكة من التحالفات المريبة التي أثرت على نزاهة قرارات اللجنة.
التاريخ الطويل للفساد والتلاعب
هذه الأحداث لا تمثل سوى جزءًا بسيطًا من تاريخ طويل من الفضائح التي لطالما رافقت إدارة الرياضة في تونس. حيث كانت هناك اتهامات عديدة بالتلاعب بالنتائج والتأثير على تعيين الحكام وقرارات اللجان. هذه الفضائح تساهم في ترسيخ الانطباع العام حول فساد بعض الأفراد في المنظومة الرياضية، ما يؤدي إلى فقدان الثقة الشعبية في نزاهة المسابقات.
الشعب التونسي يرفض الألقاب المزورة
بالرغم من الإنجازات التي تحقق في هذه الظروف المشبوهة، يبقى الشعب التونسي مُصرًا على رفض الألقاب التي يعتقد أنها جاءت من خلال التحايل والظلم. الجمهور التونسي لا يعترف بالألقاب التي تُحقق عبر التلاعب أو التواطؤ، بل يرى أن الرياضة يجب أن تكون نزيهة وتعكس القدرة الحقيقية على التنافس، دون تدخلات خارجية أو مساعدة من شخصيات ذات نفوذ.
مستقبل غامض وسط هذه الفوضى
في ظل هذه الفضائح المتكررة، يبقى المستقبل غامضًا وسط الفساد المستشري داخل الأروقة الرياضية. رغم أن الهيئة المسؤولة قد تحاول تحسين الصورة عبر تنظيمات جديدة، فإن الحديث عن العدالة الرياضية سيظل مهمًا لتصحيح الوضع الراهن. فلا يمكن التستر على الفوضى والتحايل الذي دام لسنوات في ظلال التلاعبات التي لا تزال تشوه صورة الرياضة التونسية.
