رحيل محمد الساحلي عن دكة بدلاء النادي الإفريقي ليس مجرد تغيير فني عابر، بل هو زلزال داخلي خلخل التوازنات، وأعاد طرح سؤال قديم جديد: من يُمسك فعليًا بزمام القرار داخل النادي؟
الإقالة، رغم كونها متوقّعة في كواليس النادي، جاءت في توقيت حرج، وسط تحضيرات غير مكتملة، ومفاوضات ما تزال جارية مع عدد من اللاعبين. هذا الوضع يفرض على هيئة الإفريقي التحرك العاجل لتجنّب فراغ فني قد يُربك نسق الإعداد للموسم القادم.
⚠️ التأثير على اللاعبين: ثقة مهزوزة وتخبط نفسي
اللاعبون بدورهم لم يخفوا ارتباكهم. فخلال أقل من شهر، تلقّوا خطابًا ناريًا من مدربهم ثم استيقظوا على خبر إقالته، دون أن تُقدّم الإدارة توضيحًا مفصّلًا أو خطة واضحة لما هو قادم. هذا الوضع قد يُضعف الثقة داخل حجرات الملابس، خاصة لدى اللاعبين الجدد الذين لم يفهموا بعد طبيعة "المناخ الداخلي" في الإفريقي.
🧩 البحث عن البديل: هل نعود إلى الأسماء القديمة أم نغامر من جديد؟
الآن، كل الأنظار تتجه إلى سؤال واحد: من سيخلف الساحلي؟
عدة فرضيات مطروحة:
- العودة إلى اسم محنّك من الأسماء التي عرفتها الجمعية سابقًا (فوزي البنزرتي...).
التعويل مؤقتًا على مساعدين في انتظار التعاقد مع مدرب أجنبي.
طرح اسم أجنبي جديد يكون محلّ توافق بين الإدارة ودوائر التأثير.
لكن المشكلة لا تكمن فقط في الاسم، بل في ضمان استقلالية الإطار الفني عن التجاذبات الداخلية، وتوفير مناخ عمل يحترم مبدأ "القرار الفني للفنيين".
🧭 أزمة قيادة أم أزمة رؤية؟
إقالة مدرب بعد شهر من تعيينه لا تعكس فقط خلافًا شخصيًا أو مبدأيًا، بل تُشير إلى غياب رؤية استراتيجية واضحة داخل النادي، وتعدد دوائر القرار التي تتصارع دون تنسيق.
ففي وقت تحتاج فيه الجمعية إلى مشروع رياضي مستقرّ طويل الأمد، تتكرر السيناريوهات المرتبكة التي أرهقت الأنصار وزادت من شعور الإحباط الجماعي.
الإفريقي اليوم أمام منعطف مصيري: إما أن يُحسن اختيار البديل ويُعيد ترتيب أولوياته الفنية والإدارية، أو أن يدخل مجددًا دوامة التخبط التي أفقدته التوازن لسنوات.
أما الجمهور، فقد ملّ من البيانات والتصريحات... وينتظر أفعالًا تليق باسم النادي، لا قرارات تُدار في الظل.
