في وقت تُعدّ فيه الساعات قبل أول ظهور رسمي للنادي الإفريقي هذا الموسم على أرضية ملعب رادس، تبرز تساؤلات حارقة داخل كواليس الفريق ومحيطه الجماهيري: من سيتولى تنظيم المباراة؟ وهل تتّجه الهيئة نحو إعادة تعيين نفس الأسماء التي كانت محل جدل واسع في الموسم الفارط؟
الأنظار تتجه نحو شخصية تنظيمية مثيرة للجدل شغلت المنصب سابقًا، وسط حديث عن إمكانية تثبيتها مجددًا رغم كل ما رافق فترتها السابقة من خروقات، أبرزها تضخيم عدد التذاكر المجانية وتسرّبها إلى السوق السوداء في محيط الحديقة "أ" وبعض المقاهي المعروفة، الأمر الذي أثار حفيظة الجماهير ومتابعي الفريق.
المُثير للقلق أكثر أن بعض عناصر التنظيم المُعيّنين يوم المباراة تربطهم صلة مباشرة بالمسؤول المعني، سواء من خلال علاقة العمل أو الانتماء الرياضي، وهو ما يفتح باب الشكوك حول مدى الحياد والانضباط التنظيمي داخل مدرجات رادس.
يُذكر أنه منذ أسابيع، تم اقتراح اسم العقيد لطفي القلمامي، نائب رئيس "التحالف من أجل النادي الإفريقي"، لتولي مهمة الإشراف على لجنة التنظيم. وقد لاقى هذا المقترح ترحابًا واسعًا داخل العائلة الموسّعة للنادي، نظرًا لما يُعرف به من انضباط وكفاءة. لكن إلى حد اللحظة، لا يُعرف ما دار داخل أروقة النادي بخصوص هذا الملف، ولم تُصدر الهيئة أي توضيح رسمي بشأنه.
وسط هذه الأجواء، يُرفع نداء واضح وصريح إلى الهيئة المديرة الجديدة بقيادة محسن الطرابلسي ونائبه مهدي ميلاد:
🗣️ هل يُعقل أن يبدأ المشروع الجديد بنفس أدوات الماضي؟
جمهور النادي الإفريقي الذي لطالما مثّل الرقم الصعب، لا يقبل التلاعب ولا يسكت عن التجاوزات، وهو اليوم يُطالب بتعيينات تقوم على النزاهة والكفاءة لا على المحسوبية والولاءات.
ومهما كانت الأسماء، فإن المدخل الحقيقي للشفافية هو اعتماد بيع التذاكر كليًّا عبر بوابة النادي الإفريقي الرسمية، ضمانًا للعدالة في التوزيع وقطعًا للطريق أمام كل أشكال التلاعب أو الاتجار غير المشروع.
الكرة اليوم في مرمى الهيئة المديرة:
فإمّا القطع مع منظومة قديمة شوهت صورة النادي،
وإمّا الاستسلام لدوّامة التكرار... والثمن قد يكون باهظًا.