يعيش النادي الإفريقي هذه الأيام مرحلة مهمة من تاريخ المؤسسة العريقة، حيث تقود الهيئة المديرة برئاسة الدكتور محسن الطرابلسي جهودًا واضحة ومحترمة للنهوض بالنادي واستعادة مكانته الرياضية والإدارية.
لا يمكن أن نغفل الدور الكبير الذي يقوم به السيد محمد الشافعي، الذي يضخ شفافية ونزاهة في تعاملات النادي مع الجماهير، فهذه الشفافية هي من أكبر المكتسبات التي رافقت هذه الهيئة، وجعلت العلاقة بين الإدارة والجمهور أكثر وضوحًا وتفاهمًا.
✅ إنجازات وإنارة جديدة، لكن...
مع ذلك، لا تزال هناك ملفات مفتوحة تحتاج إلى التعامل معها بحزم. ملف المحاسبة هو الأكثر إلحاحًا على الساحة، وهو مطلب جماهيري أساسي لا يمكن التهاون فيه.
لا إصلاح حقيقي للنادي دون مساءلة واضحة لكل من تسبب في الإضرار به، سواء من خلال تراكم الديون أو سوء التسيير أو التلاعب بالمؤسسة.
ويجب أن تبدأ هذه المحاسبة من عام 2011، حيث شهد النادي خلالها العديد من الفترات العصيبة التي تركت أثراً كبيراً على تاريخه وحاضره.
💡 محاسبة مسؤولة وحاسمة
لا بد من مراجعة كل قرار انتداب، خصوصًا إذا كان مرتبطًا بلاعبين لا علاقة لهم بكرة القدم من حيث الموهبة أو الأداء، لأن هذه الأخطاء كانت سببًا في هدر موارد النادي.
كما يجب أن يشمل التحقيق كل من ظهر عليه الثراء الفاحش والمفاجئ بعد مروره بإحدى هيئات النادي الإفريقي، ويجب رفع قضايا "من أين لك هذا؟" إذا دعت الحاجة، ليكون ذلك درسًا لكل من تسول له نفسه العبث بأموال ومقدرات النادي.
الجمهور، الذي عانى الويلات وواجه وصمة اللطخات في أكثر من مناسبة، وأبهر العالم بشجاعته وحبه للنادي، له كامل الحق أن يعرف أين ذهبت كل تلك الأموال التي رصدت للنادي وما مصيرها الحقيقي.
⚖️ ضرورة تأسيس لجنة قانونية
لا بد من تأسيس لجنة قانونية تضم محامين غيورين على النادي ومصلحة مؤسسته، للمساعدة في فتح الملفات ومتابعة القضايا بكل جدية واحترافية.
ومن الأسماء التي يمكن الاعتماد عليها: الأستاذ التومي بن فرحات، وأحمد التونسي، على سبيل الذكر لا الحصر، لما لهم من خبرة ونزاهة في المجال القانوني.
⚠️ تحذير قوي
إن استمرار الصمت وعدم فتح هذه الملفات العالقة، خاصة ملفات الفساد والتسيير السيئ، يعني أن الساكت عن الحق هو شيطان أخرس.
فالسكوت اليوم يعني مواصلة الضرر للنادي، واستمرار تراجع المؤسسة التي تحمل على أكتافها اسم وتاريخ عريق لا يحتمل المزيد من التجاهل أو التساهل.
🚩 الإفريقي لا يُدار بالأيادي المرتعشة
هذه المؤسسة العريقة لا يمكن أن تُترك في يد ضعيفة أو مترددة، بل يجب أن تُدار بصلابة وعزيمة لا تلين، وأن تقف في وجه كل من يعبث بتاريخها أو مستقبلها.
الجماهير الحمراء العاشقة تترقب شجاعة إدارة النادي في مواجهة الحقيقة، لأن الإنصاف مطلب لا يُمكن التنازل عنه، والصمت اليوم هو مشاركة في العبث.