بقلم: عبد الحفيظ حساينية

قبل أيام من صافرة البداية، تحوّل دربي العاصمة بين الترجي الرياضي التونسي والنادي الإفريقي إلى مواجهة مشتعلة خارج المستطيل الأخضر، عنوانها: التحكيم والحرب النفسية.

فعلى وقع التحضيرات لقمة الجولة 14 من بطولة الرابطة المحترفة الأولى، التي يحتضنها ملعب رادس الأولمبي يوم الأحد المقبل، انفجر الجدل من جديد إثر تصريحات رضا فهمي، المتحدث الرسمي باسم لجنة الحكام، التي صبّت الزيت على نارٍ لم تكن بحاجة إلى مزيد من الاشتعال.

🔹 تصريحات تُلهب الأجواء

فهمي، في تصريحات أثارت موجة انتقادات واسعة، اعتبر أن الحكم الأجنبي "قد يفشل في إدارة الدربي بسلام"، مستشهداً بتجربة الموسم الماضي، حين وصف أداء الحكم البرتغالي لويس غودينيو بـ"الكارثي" خلال مباراة الإياب التي انتهت بفوز الترجي (3-1).

التصريح الذي بدا عادياً للوهلة الأولى، تحوّل سريعاً إلى قنبلة إعلامية، خاصة بعد أن ردّ الترجي الرياضي ببيان شديد اللهجة، وصف فيه ما صدر عن فهمي بأنه "حملة تشويه وشيطنة ضد التحكيم الأجنبي"، متسائلاً عن توقيت التصريحات وخلفياتها، في ظلّ أجواء حساسة تسبق المواجهة المنتظرة.

🔹 ردّ الترجي: "كفى عبثاً بالتحكيم"

في بيانه الغاضب، عبّر الترجي عن دهشته واستغرابه من الموقف الرسمي للناطق باسم لجنة الحكام، مشيراً إلى أن فهمي سبق أن أشاد بالحكم ذاته خلال مباراة الذهاب (2-2)، مما يثير علامات استفهام حول دوافع هذا التناقض.

وطالب الترجي اللجنة بـ"نشر تفاصيل ما وصفه فهمي بالهفوات الكارثية"، داعياً إلى توضيح رسمي "يعزز الثقة في مؤسسات التحكيم الوطني"، حتى لا تتحوّل التصريحات إلى وقودٍ إضافي للتشكيك والاحتقان قبل دربي ينتظره ملايين التونسيين.

🔹 اللجنة بين المطرقة والسندان

وفي انتظار إعلان لجنة الحكام عن الطاقم الذي سيُدير القمة المرتقبة مساء الجمعة، تجد اللجنة نفسها اليوم أمام اختبار صعب بين الشفافية والتهدئة.
فالمطالبة بحكم أجنبي عادت لتُقسّم الشارع الرياضي مجدداً بين مؤيد ومعارض، بينما تتعالى الأصوات المطالبة بتركيز الجهود على ضمان مناخ تنافسي نزيه بعيداً عن التجييش الإعلامي.

🔹 جماهير الإفريقي فقط في المدارج

من الناحية التنظيمية، أكدت السلطات الأمنية أن جماهير النادي الإفريقي فقط ستكون حاضرة في المدرجات خلال اللقاء المنتظر يوم الأحد على الساعة الرابعة والنصف مساءً بتوقيت مكة المكرمة (الثالثة والنصف بتوقيت تونس)، في قرار يهدف إلى تفادي أي توتر جماهيري بين أنصار الفريقين.

🔹 دربي الإثارة... داخل وخارج الميدان

هكذا، يبدو أن الملعب لن يكون وحده ساحة الصراع، فقبل أن تنطلق المواجهة الكروية، اشتعلت معركة التصريحات، وتحوّل دربي العاصمة إلى مباراة أعصاب مبكرة بين الإدارات، الحكام، والجماهير.

كل الأنظار تتجه إلى ملعب رادس، حيث يُنتظر أن يكتب دربي الأحد فصلاً جديداً من التاريخ المشحون بين الأحمر والأصفر، والأحمر والأبيض...
لكن السؤال الكبير يبقى:

هل تُطفئ صافرة الحكم نيران الجدل، أم تُشعلها أكثر؟