يخوض المنتخب الإيطالي أمسية لا تشبه غيرها، مباراة تُختزل فيها أحلام أمة كروية بأكملها. فالنداء الأخير يدوي اليوم في سان سيرو، حيث يصطدم الأزوري بالنرويج في مواجهة حاسمة ضمن الجولة الختامية من المجموعة التاسعة في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026.
المعادلة واضحة وصادمة:
النرويج تتصدر المجموعة بـ21 نقطة بقيادة آلة التسجيل إيرلينغ هالاند، فيما تأتي إيطاليا خلفها بفارق ثلاث نقاط فقط، لكن ذلك الفارق يخفي خلفه جبلًا من التعقيدات الحسابية.
إيطاليا مطالبة بالفوز بفارق تسعة أهداف كاملة إن أرادت انتزاع بطاقة العبور المباشر إلى المونديال… مطلب يكاد يكون خارج حدود المنطق، خاصة حين يكون الخصم منتخباً معروفاً بانضباطه التكتيكي وقوته البدنية وقدرته على استثمار أنصاف الفرص.
تحت قيادة جينارو غاتوزو، تبدو إيطاليا أقرب للقبول بالمركز الثاني، وبالتالي المرور مجددًا عبر بوابة الملحق الأوروبي، في سيناريو مكرر بعد إخفاقي 2018 و2022… سيناريو يزيد الضغط على منتخب يبحث عن استعادة هيبته ووزنه التاريخي في الكرة العالمية.
مواجهة اليوم ليست مجرد مباراة، بل امتحان للروح قبل الأداء، وللحلم قبل الحسابات.
فهل يكتب الأزوري “معجزة سان سيرو”، أم يواصل رحلة التصفيات عبر طريق الملحق الشائك؟
العالم كله ينتظر صافرة البداية.



