في خطوة وُصفت بأنها الأكثر جرأة منذ عقود في السياسة الأميركية تجاه الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، أعلن البيت الأبيض، اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025، أن نحو 200 عنصر من القوات الأميركية التابعة للقيادة الوسطى سيكلفون بمهام مراقبة تنفيذ اتفاق السلام في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال مسؤول أميركي لقناة الجزيرة إن القوات الأميركية بدأت فعلاً في إنشاء مركز تنسيق داخل الأراضي المحتلة، بهدف دعم خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام في قطاع غزة، مشيراً إلى أن مهام هذه القوة ستشمل تنسيق دخول المساعدات الإنسانية وإدارة الجهود اللوجستية والأمنية المرتبطة بالاتفاق.
وأوضح المصدر أن طلائع القوات الأميركية وصلت فعلاً إلى الأراضي المحتلة، فيما يُتوقع أن يبلغ عددها الإجمالي نحو 200 جندي، مع التأكيد على أنه لن يكون هناك انتشار ميداني داخل قطاع غزة نفسه.
ويأتي هذا التطور بعد يوم واحد من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب الدائرة في غزة، بعد مفاوضات مكثفة جرت خلال الأيام الماضية بمشاركة أطراف إقليمية ودولية.
وقال ترامب في تصريحات أدلى بها مساء أمس الخميس:
“لقد توصلنا إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة، وسأغادر قريباً إلى الشرق الأوسط للإشراف على توقيع الاتفاق.”
وأكد الرئيس الأميركي أن مراسم توقيع الاتفاق ستقام في مصر خلال الأيام المقبلة، وأن عملية تبادل الأسرى ستبدأ الاثنين أو الثلاثاء المقبلين، موجهاً شكره لقادة قطر ومصر وتركيا على ما وصفه بـ “الجهود الدبلوماسية الرائعة التي أفضت إلى هذه النتيجة التاريخية.”
وأضاف ترامب أن “السلام الذي ساعدنا على تحقيقه سيكون مستدامًا، لأن جميع دول المنطقة متفقة على ضرورة إنهاء الحرب وبدء مرحلة جديدة من التعاون.”
ويرى مراقبون أن نشر قوات أميركية في الأراضي الفلسطينية يشكل سابقة دبلوماسية وأمنية، إذ لم يسبق أن انتشرت قوات أميركية بشكل مباشر داخل الأراضي المحتلة منذ اتفاق أوسلو في تسعينيات القرن الماضي، ما يعكس توجهاً جديداً في سياسة واشنطن لتكريس نفوذها في ترتيبات ما بعد الحرب على غزة.