عقد إتحاد إذاعات الدول العربية (ASBU) صباح الأربعاء 15 أكتوبر 2025 بمقره، ندوته الإخبارية السنوية تحت عنوان: "تجربة الإتحاد في اعتماد مراسلين إخباريين في مناطق الحروب وسبل تطويرها :"فلسطين نموذجاً".
تأتي هذه الندوة في ظرف استثنائي تشهده المنطقة، حيث يعيش الإعلاميون في الأراضي الفلسطينية المحتلة تجربة مهنية وإنسانية فريدة في مواجهة آلة الحرب، ويمارسون دورهم الإعلامي في ظل ظروف بالغة الصعوبة والخطر.
مراسلو الإتحاد شهود على الحقيقة رغم الحصار:
شارك في الندوة عبر تقنية الاتصال المرئي مراسلو الإتحاد في الأراضي الفلسطينية:صفاء الهبيل وفؤاد جرادة من قطاع غزة، وميساء الأحمد من الضفة الغربية والقدس المحتلة،حيث قدّموا شهاداتهم الميدانية حول تحديات العمل الصحفي في ظل الحرب والحصار، ودور المراسلين العرب في توثيق الحقائق ونقل صوت الإنسان الفلسطيني إلى العالم.
كما حضر اللقاء أعضاء لجنة الأخبار ولجنة الإعلام الجديد في الإتحاد، إلى جانب ممثلين عن إتحاد الإذاعات الأوروبية واتحاد الإذاعات الآسيوية، تأكيداً على أهمية التعاون الدولي في تطوير الأداء الإخباري المهني والإنساني.
حصيلة إعلامية مشرفة: أكثر من 5500 خبر وقصة
ووفقاً لتقرير الإتحاد، تمكن المراسلون الفلسطينيون المعتمدون خلال العشرين شهراً الماضية من إنتاج أكثر من 5500 خبر وقصة إعلامية، بمعدل سبعة أخبار يومياً، تناولت مختلف الجوانب الإنسانية والميدانية والسياسية.
ولم تقتصر هذه الجهود على تغطية الأحداث للقنوات العربية الأعضاء فقط، بل تم إدراجها أيضاً في حقائب التبادل الإخباري المشتركة مع الاتحادات الإذاعية الأوروبية والآسيوية والأمريكية اللاتينية، ما يعكس الحضور الفاعل للإعلام العربي في المشهد الدولي.
من الميدان إلى العالم: تطوير الخبر الإنساني:
الندوة تناولت أيضاً آليات دعم المراسلين الميدانيين وتطوير أدوات العمل الصحفي في مناطق النزاع، إلى جانب تعزيز الأطر القانونية والمهنية التي تضمن سلامتهم وتحمي حقهم في نقل الحقيقة دون قيود.
و شكل اللقاء فرصة لتبادل الخبرات بين الإعلاميين العرب ونظرائهم الدوليين حول التحديات المشتركة التي تواجه الصحافة الميدانية في زمن الحروب، وأهمية الإستثمار في التقنيات الحديثة لتسهيل نقل الصورة والمعلومة بشكل آمن وفعّال.
الكلمة الحرة لا تُقصف:
رغم كلّ القيود والمخاطر، يواصل مراسلو الإتحاد في فلسطين أداء رسالتهم الإعلامية النبيلة، متحدّين القصف والحصار، حاملين الكاميرا كدرعٍ للحق، والميكروفون كصوتٍ للإنسان.
ومن خلال هذه التجربة الملهمة، يثبت إتحاد إذاعات الدول العربية أن الكلمة الحرة لا تُقصف، وأن الصحافة العربية قادرة على أن تكون شاهدةً لا صامتة، وفاعلة لا متفرّجة، في معركة الوعي والإنسانية.
نادرة الفرشيشي