ليست كل المناصب تُشغل بالكفاءة، ولا كل من يحمل صفة "مكلّف بالاتصال" يدرك معنى أن يكون واجهة مؤسسة ومسؤولاً عن صورتها.
بعضهم للأسف، يختزل الإتصال في التقاط الصور وتكرار العبارات الجاهزة، في حين أنّ دوره الحقيقي هو صناعة المعنى، وضبط الإيقاع الاتصالي، وحماية الهيكل من سوء الفهم وسوء التقدير.
كم من مؤسسة دفعت ثمن غياب الوعي الإتصالي، وكم من مبادرة فشلت لأن من يدير التواصل لا يمتلك لا الحسّ الإعلامي ولا الذكاء الاجتماعي، ولا حتى الحدّ الأدنى من القدرة على قراءة المواقف!
الإتصال ليس ديكوراً مؤسسياً ولا واجهة بروتوكولية ،بل هو فنّ إدارة الأزمات وتثبيت الثقة ، ومن لا يدرك خطورة الكلمة وتأثير الصورة لا يستحق أن يكون في موقع يُفترض أنه خطّ الدفاع الأول عن المؤسسة.
حين يتحوّل المكلف بالاتصال إلى مصدر توتّر بدل أن يكون جسر تواصل، تصبح المؤسسة عُرضة للأخطاء المتكرّرة، والتأويلات المغلوطة، والسمعة المتضرّرة.
ومن المؤسف أن بعضهم ما زال يتعامل مع المهنة بعقلية "منشور وصورة"، لا بعقلية "استراتيجية وتوجّه".
و من هذا المنطلق، ليس الإتصال لعبة علاقات ولا ساحة مجاملات، بل مسؤولية تتطلّب وضوح رؤية، ومهارة، وضميراً يقظاً و ليست كل وظيفة إتصال "اتصالا" ، و ليست كل صفة "مكلف بالاتصال" شرفا.
فالاتصال ليس لقبا بل كفاءة و ضمير و موقف ومن يجهل ذلك فوجوده أخطر من غيابه.
نادرة الفرشيشي



