في مثل هذا اليوم، 23 أغسطس، وُلد عام 1932 هواري بومدين، الذي حمل عبء الثورة الجزائرية وبنى دولة ما بعد الاستقلال. ولد باسم محمد إبراهيم بوخروبة في قرية بني عدي قرب جبل هوارة، بولاية ڨالمة، حيث نشأ في عائلة ريفية بسيطة. ورغم البدايات المتواضعة، فقد خطط لمستقبله بنجاح لافت، فالتقى في سن مبكرة مع الكتاب القرآنيين والمدارس الفرنسية، ثم التحق بمدرسة جمعية العلماء المسلمين في قسنطينة.
رفض هواري بومدين الخدمة العسكرية في الجيش الفرنسي فهرب إلى تونس حيث التحق بجامع الزيتونة ثم بالأزهر، وعاد إلى الجزائر ليشارك في الثورة ضد الاستعمار الفرنسي في عام 1954. وتحت اسم هواري بومدين، والذي اختاره ليعكس شخصيته العسكرية، قاد وحدات عسكرية وأشرف على تنظيم الجبهة في فترة حاسمة.
في عام 1958، ارتقى بومدين إلى منصب قائد الأركان الغربية، ثم تولى وزارة الدفاع في حكومة الاستقلال عام 1962. بفضل كفاءاته وقيادته، قاد انقلابًا عسكريًا في عام 1965، ليصبح الرئيس بعد الإطاحة بأحمد بن بله، مدعياً أن هدفه هو الحفاظ على الثورة الجزائرية.
خلال فترة حكمه، أسس مجلس الثورة وفرض تغييرات جذرية على البلاد عبر تأميم النفط وتطوير الزراعة والصناعة. تبنى سياسات اقتصادية تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وربط علاقات مع دول المحور الاشتراكي. لم يقتصر تأثير بومدين على الجزائر فحسب، بل كان له دور كبير في السياسة العربية والأفريقية، داعماً مصر خلال حرب أكتوبر 1973 وساند جبهة البوليساريو بعد تغيير موقفه من الصحراء الغربية.
توفي هواري بومدين في 27 ديسمبر 1978 بعد صراع مع مرض غامض، تاركًا خلفه إرثاً ثورياً عميقاً وأثراً لا يُمحى على تاريخ الجزائر الحديث.
