في زمن التهافت على "اللايك" و"الفيو"، كتبت المحامية مريم اللواتي نصًا صادقًا، يفيض وجعًا وغضبًا، تنتصر فيه للخصوصية وحرمة الموت، وتنتقد بشجاعة ظاهرة الاتّجار بمآسي الآخرين على منصات التواصل.
مريم، المعروفة باجتهادها في مجال المحاماة، وبصوتها الحاضر في الساحة الإعلامية، أطلقت صرخة من قلب موجوع:
"يخي ماعادش فمّا حاجة اسمها خصوصية؟ حرمة؟ حرمة ميت؟ احترام؟"
كلماتها جاءت كصفعة لكل من خاضوا في عرض الموتى، ولكل من استباحوا صور الجثث، ونشروا فيديوهات الغرق، ولكل من حوّلوا الفاجعة إلى فرجة رخيصة.
تساءلت بحرقة:
"إذا أنا، الغريبة، ما نعرفهاش وتشوّيت عليها وقلبي انفطر، مالا أميمتها وبوها كيفاش؟"
في خضم الضجيج، دعت مريم إلى ستر الموتى، واحترام أوجاع الأحياء، وإلى الكفّ عن جلد الضحايا بعناوين فضائحية وأحكام جاهزة.
وأنهت رسالتها بنداء إنساني واضح:
"يزّيو... سيّبوا الوالدين يعيشوا عزاءهم في ستر ربي، ارحموا بعضكم، الدنيا فيها موت ومصايب، فيها قضاء وقدر."
مريم اللواتي لم تكتب فقط، بل صارت لسان حال كل أم مكلومة، وكل أب موجوع، وكل ضمير حيّ مازال يؤمن أن للموت حرمة، وللخصوصية قداسة، وللألم حدود لا ينبغي تجاوزها من أجل حفنة من المشاهدات.