ما جدوى أن تفام المهرجانات الثقافية إن كانت بلا أثر؟ وما معنى أن يحتفي المثقفون بالإبداع إن كان محاصرا باللامبالاة الرسمية؟ كيف يمكن للثقافة أن تصنع وعيًا جمعيا، إذا كانت هي ذاتها ضحية تهميش ممنهج؟ أسئلة جوهرية يطرحها الواقع الثقافي في تونس اليوم، في ظل سياسات تتعامل مع الثقافة كترف لا كمحرك للتغيير، وقد جاء مهرجان النقد العربي للثقافة والإبداع في دورته الثانية ليكشف بوضوح هذا التناقض، حيث اصطدم الفعل الثقافي بواقع متصلب، يضيق على المبادرات الجادة، ويقابل الإبداع بالصمت، أو في أحسن الأحوال، بالفتات.